في إطار اهتمام ملاك المنازل بتزيين مساحاتهم الداخلية بقطع وأكسسوارات مصنوعة يدويًّا، يُضيف اقتناء زجاج المورانو قيمة إلى الأثاث والديكور. على النقيض من القطع الزخرفية الأخرى التي تُنتج كميات كبيرة منها، فإن كل قطعة أصلية من زجاج المورانو عبارة عن تصميم مميّز يدوي الصنع وفق تقاليد قديمة صمدت أمام اختبار الزمن، مما يعني أن القطعة تعكس "حساسية" الفنان الذي صنعها وتقرب من قلب مدينة البندقية (فينيسيا) النابض الذي لا يزال قوياً اليوم، كما كان قبل ألف عام.
تاريخ طويل لزجاج مورانو
تصاميم لبالونات من زجاج المورانو
مورانو؛ هو الاسم الذي يُطلق على قطع الزجاج الفينيسي المُنتجة في جزيرة مورانو، منذ أواخر القرن الثالث عشر. كان الزجاج الفينيسي يُصنع في الأصل في مدينة البندقية، وذلك في وقت مبكّر من القرن الثامن. في أواخر القرن الثالث عشر، خلال حقبة جمهورية البندقية، طُلب من صانعي الزجاج مغادرتها، خوفًا من أن تُدمّر أفران صناعة الزجاج الخاصة بهم المدينة التي بنيت من الخشب. غادر صانعو الزجاج مدينة البندقية واختاروا جزيرة مورانو (تبعد 1.5 كيلومترًا من البندقية)، لإتقان هذه الحرفة. منذ ذلك الحين، أصبح فن زجاج المورانو من الحرف المشهورة، لتبحر السفن المحملة به عبر شواطئ جمهورية البندقية، مع اهتمام الملوك والنبلاء والتجار الناجحين بالخامة بسبب إشراقتها وشفافيتها وخفة وزنها.
مع مرور الوقت، ظلت المشغولات من الزجاج المورانو تُلاقي اهتمامًا من جامعي التحف، مع ملاحظة أن فناني المورانو في القرن العشرين، نحوا نحوًا تجريديًّا في أعمالهم، مما "أنعش" الخامة. من جهة ثانية، قام فنانون آخرون، باستخدام جريء للألوان. وقد ساعد التركيز على الألوان وجرأة التعبير الفني في ترسيخ فن زجاج المورانو، باعتباره مجالًا مبتكرًا للغاية. إلى ذلك، لم يدر بعض فناني المورانو المعاصرين ظهورهم للتقنيات الكلاسيكية التي كانت متبعة في صناعة زجاج المورانو، وهم دمجوها بأعمالهم المعاصرة.
أكسسوارات من زجاج المورانو
تصميم مميز لمزهرية من زجاج المورانو
تنم المشغولات من زجاج المورانو، ومنها: الإكسسوارات المنزلية وأواني الطعام، عن جمالية وحرفية مُعقّدة، فهي قطع أنيقة وخالدة تضيف لمسات من الرقي إلى الغرف المنزلية التي تحل فيها، مهما كانت طرزها، فالأكسسوارات المصنوعة بصورة يدوية في إيطاليا، معروفة بتصاميمها المعقدة وألوانها المذهلة.
اكسسوار مصمم من زجاج المورانو
وهي تلتقط الضوء وتخلق تأثيرًا مذهلاً، لذا يُستحسن توزيعها، في أمكنة قريبة من النافذة أو تسليط الإضاءة الاصطناعية المميزة عليها.
لتوظيف الأكسسوارات المصنوعة من زجاج المورانو، بالشكل الصحيح، يجدر اختيار حجم كل منها والشكل واللون (أو الألوان) المناسبة للمساحة التي ستوضع فيها.
الثريات المورانو
تصميم مُميّز لثريا من زجاج المورانو
لناحية الثريا المورانو، ولغرض إضافة الألق إلى الغرفة التي ستحل فيها وإنارتها على الشكل الأمثل، ينبغي تقدير عدد الأضواء المناسب لمساحة الغرفة، مع النظر إذا كانت هناك وحدات إضاءة إضافية فيها، كما تنسيق لون الثريا مع المحيط، علمًا أن الألوان الواضحة والشفافة والذهبية تبرز وتعكس شدة الضوء.
الثريا المورانو تُضيف الألق إلى الغرفة
أضيفي إلى ذلك، يجب أن يكون ارتفاع الثريا كافيًا؛ في العموم تعد الثريا الفينيسية الكلاسيكية مناسبة للسقف العالي. في هذا الإطار، ثمة معادلة متبعة تقضي بجمع عرض الغرفة وطولها (بالأمتار)، مع ضرب الناتج الإجمالي بـ 8.5. النتيجة هي القطر المثالي (بالسنتيمتر) للثريا المصنوعة من زجاج المورانو. مثلًا: في غرفة مساحتها 6 أمتار × 4 أمتار، سيكون قطر الثريا المثالي هو: 10 (6+4) × 8.5 = 85 سنتيمترًا.
لتحديد ارتفاع الثريا بالسنتيمتر (من دون سلسلة)؛ بعد قياس ارتفاع السقف، يجب أن يكون الارتفاع 25 سنتيمترًا لكل متر من ارتفاع السقف. على سبيل المثال، لنفترض أن سقف الغرفة يعلو لـ4 أمتار، سترتفع الثريا لمتر واحد.
الجدير بالذكر أن طول السلسلة يختلف بحسب المساحة، وهو يبلغ على الأقل ثلث أو ربع سقف الغرفة.
هام لهواة فن الموانو
مجسم صغير لخيل مصنوع من زجاج المورانو
لتمييز قطعة المورانو الأصلية عن تلك المزيفة، تدعو النصيحة إلى التدقيق في تصميمين متشابهين؛ سيُلاحظ الناظر أن لا قطعتين متماثلتين من زجاج المورانو الأصلي. لا بد أن يكون هناك اختلافات طفيفة بين قطعتين من نفس التصميم. أضيفي إلى ذلك، يُباع زجاج المورانو الأصلي مع شهادة المنشأ، التي تتضمن تفاصيل عن اسم العمل الفني واسم الفنان وسنة الإنتاج. يجدر سؤال البائع عن ذلك، قبل الشراء.
يُستخدم في صنع زجاج المورانو مواد باهظة الثمن، مثل: الذهب من عيار 24 قيراطًا وأوراق الفضة والبلاتين والعقيق وحجر إسكندريت. لذلك، سيكون سعر القطعة غاليًا. في حال الوقوع على تصميم من زجاج المورانو رخيص الثمن، هذا أمر يدعو إلى الشك في أصالته