TODAY - 29 November, 2010
الامين العام لحركة ابناء الرافدين سلام الزوبعي:
أعضاء في "العراقية" خانوا الأمانة وجمعوا أموالاً من الخارج
سلام الزوبعي
اثار سلام الزوبعي الامين العام لحركة ابناء الرافدين حالة من الجدل السياسي في العراق، إذ طالت انتقاداته لجنة اختيار المرشحين للانتخابات الاخيرة في القائمة العراقية. ويحدد الزوبعي في حديث لـ "ايلاف" العديد من مواقفه المناهضة لقوى سياسية في بلاده، فضلاً عن حيثيات دعمه للبعثيين.
اتهم سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس حركة ابناء الرافدين لجنة اختيار المرشحين للانتخابات الاخيرة في القائمة العراقية باستخدام اسلوب الاقصاء والتهميش للتخلص من اعضاء كتلته، وقال ان هؤلاء الاعضاء توجهوا الى الخارج لجمع الاموال باسم القائمة بشكل طائفي مقيت واشار الى ان هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث قد انتقمت لحركته بشمول هؤلاء الاعضاء بقرارات الاجتثاث. جاء ذلك في مقابلة للزوبعي مع "ايلاف" اليوم في اعقاب مؤتمر صحافي عقده في بغداد امس.
واكد الزوبعي خلال اللقاء انه يملك ملفات كثيرة "باسماء الذين خانوا البلد وتسلموا اموالا ونفذوا اوامر خارجية وكذلك رجال اعمال لهم يد طولى في تحرك القائمة العراقية" مشيرا الى انه جزء من العراقية، ولا يتقاطع مع رئيسها اياد علاوي "لاني اشترك مع علاوي في صفتين اولهما نبذ الطائفية، وقضية الاحترام الذي يجب ان يكون داخل اية قائمة وطنية"، واوضح ان "هناك مؤامرة يجري التخطيط لها لاشعال الفتنة من خلال اظهار الطاعة لحكومة المالكي لحين توليه المسؤولية ومن ثم الانقلاب عليه". وكانت هيئة المساءلة لاجتثاث البعث قد شملت بقراراتها اجتثاث رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك وعددا من اعضاء تنظيمه ومنعتهم من خوض الانتخابات العامة التي جرت في اذار/مارس الماضي.
واختزلت ايلاف لقاءها الموسع مع سلام الزوبعي فيما يلي:
لماذا تكشفون الان اوراق ومؤامرات بعض نواب القائمة العراقية؟
لأننا نعيش مرحلة تاريخية حرجة ونحن أمام خيارين في العراق اما ولادة شرطي جديد، وأراده خارجية، وإما ولادة ارادة وطنية وحكومة عراقية تلبي طموح هذا الشعب الذي قدم كل هذه التضحيات.
تتحدث عن صفقات خارجية وداخلية للقائمة العراقية، ماهي؟
أول صفقة وقرصنة سياسية في العراقية جاءت حينما اسند الامر في ترشيح الاعضاء لخوض العملية الانتخابية وكانوا مرشحين الى لجنة يتحكم بها ستة اشخاص الذين اوصاهم زعيم القائمة اياد علاوي ان يبتعدوا عن المحاصصة وان يعملوا بمعايير وطنية ولكن هذه اللجنة باعت المشروع الوطني بثمن بخس، فأصبحوا يتحكمون بالترشيحات واصبح المشروع الوطني يغرد في وادي غير الوادي الذي كنا اتفقنا ان نعمل عليه حيث قامت هذه اللجنة بأبشع عملية قرصنة وسرقة وتزييف وتلاعب على الشعب العراقي وقام اعضاء هذه اللجنة باجتثاث حركة ابناء الرافدين حيث أتلفوا الاسماء والملفات والوثائق الخاصة بالمفاوضات لحين ما اوصلونا الى الوقت الحرج وقد عاتبنا علاوي على ما حصل من جريمة ومحاولة للتهميش والاقصاء لحركة ابناء الرافدين في القائمة العراقية ومع ذلك تنازلنا عن حقنا انطلاقا من زاويتين: الاولى، ان علاوي قال امام خمسة شهود انها مؤامرة وان رئيس هذه اللجنة انسان سافل (لم يذكر اسمه) وهذا بتقييم رئيس المشروع الوطني للقائمة العراقية، اما الثانية فقد تم رد اعتبارنا بعناية الهية عظيمة حينما حركت يد القدر هيئة المساءلة والعدالة لكي تجتث هؤلاء السته الذين اشرفوا على عملية الخيانة والسرقة لا صواتنا في القائمة العراقية، نعم المساءلة والعدالة ردت الينا اعتبارنا.
ماذا تقول للنواب الجدد برغم ان هناك ظروفا ومؤامرات كما ذكرت حالت دون صعودك للبرلمان؟
ان العراق انتصر انتصارا عظيما عندما وصل الى قبة البرلمان 325 نائبا عراقيا وعراقية كلهم يريدون العمل من اجل العراق ويحافظوا على وحدته، وأعتقد ان البرلمان الحالي لن يكون كالبرلمان السابق اما انا فمن العراقية وجزء لا يتجزأ منها رغم انف الجميع الذين ارادوا ان يتصيدون بالماء العكر واعتقد ان النواب في هذه الدورة جاءوا بجهودهم الشخصية حيث باعوا اثاث بيوتهم وسياراتهم من أجل ان يوقفوا شراهة اللجنة التي تشرف على قبول التشريحات لانهم فازوا بجدارة على الرغم من ذهاب بعض قيادتهم لكي يجمعوا الاموال من هنا وهناك بطريقة طائفية مقيته والأصعب من ذلك ان هذه الاموال ذهبت بأرصدة شخصية مبهمة لا يعرفها الا الأقلية علما اننا لدينا وثائق وملفات عن مصادر الاموال والارصدة المبهمة.
ولكن هناك من يقول انكم تحصلون على تمويل من الخارج؟
انا اتحدى اي حزب او دولة او مخابرات في اي مكان من العالم ان يثبت انه اعطانا دولارا واحدا.
ما مستوى العلاقة التي تربطك بعلاوي؟
لن اسمح لنفسي ان اتقاطع مع علاوي بل انا اشترك معه بصفتين الاولى انه يقف موقف مشرفا ضد الطائفية والثاني انه يعاملني بكل احترام لذلك ان لست خصما له واتمنى له كل التوفيق لأنه يحتفظ بتاريخ نضالي مشرف ولكني اتقاطع معه بقضية واحدة وهذا رأي الشخصي في ظل اجواء ديمقراطية انه لا يحسن احيانا كثيرة اختيار حاشيته علما اننا بعثنا برسائل وتقارير وتفاصيل اليه لتوضيح موقفنا في وضع بعض اعضاء قائمته.
وهل تلقيتم ردا من علاوي؟
تلقينا اجابة من اشخاص لا يجيدون الالف والباء في الكتابة وتواقيع مزورة وقد احتفظنا بها في ملف كامل وطبيعة الاجابات تؤكد ان علاوي لم يطلع على المعلومات التي تصلنا من جماعته فحاولنا مرارا وتكرارا ان نوضح الامر له ولكن حالت بيننا وبينه حواجز مقصودة وعشرات من نقاط التفتيش اضافة الى ان اغلب حراسه لا يجيدون اللغة العربية لذلك لم نصل اليه.
هل تعتقدون ان القائمة العراقية ستنقسم على نفسها في المستقبل؟
القائمة العراقية عبارة عن كيانات سياسية انتظمت بطريقة ما للوصل الى الارقام الانتخابية فقط اما كمشروع سياسي فكل منها له صبغته.
هل ترفض القائمة العراقية كمشروع؟
لا، وانما ارفض ان تكون هناك بعض الشخصيات في القائمة العراقية.
يقال انك اخترت هذا التوقيت لفضح بعض الشخصيات في العراقية بحثا عن منصب؟
لا يتهافت على المنصب الا التافه.
انت تمجد البعثيين ولكن اغلب عمليات الارهاب يقف البعثيون وراءها كما نسمع في التصريحات الاعلامية؟
من 90 % الى 95 % من البعثيين اصلاء، واغلب وزرائنا في الحكومة العراقية بعثيين، ولا ينبغي ادراج البعثيين كلهم في خانات الارهاب وهم الان يبنون دولة معنا ولدينا في الحكومة وزراء بعثيين، ولكنني اتحدث عن البعثي الانتهازي الذي يريد العودة الى السلطة من جديد بكل الاثمان، لذلك نحن ضد اقصاء البعث.
هل يعتقد الزوبعي ان البعثيين قدموا في السابق شيئا للعراق ام هم وراء تأخيره؟
هؤلاء بنوا في السابق وشيدوا الجسور واقاموا المفاعلات وسلحوا الجيوش لكن قتلوا ثقافة الانسان وانتمائه الحقيقي للعراق وبمجرد ما تعرضت البلاد الى اختبار واذا بطوابير من الجواسيس ومن العملاء ومن الشيوخ المزيفين ومن اللصوص يدعمون هذا الارهاب اللعين ويسرقون ثروات الشعب ويبيعونها بأبخس الاثمان.
يذكر ان القائمة العراقية قد هددت بمقاضاة الزوبعي بشان اتهامه لقياداتها بانها تمتلك اجندات خارجية، وقالت عضو القائمة عالية نصيف ان قائمتها تحتفظ بحقها في مقاضاته قانونا لانه تحدث بكلام غير دقيق وفيه اسفاف كبير. واكدت ان اتهامات الزوبعي لا اساس لها من الصحة ولاتعبر سوى عن شخصه، موضحة انه يريد حصه من الاضواء الاعلامية ليس الا. ونفت نصيف ان "يكون للزوبعي اية ادلة او مستمسكات ملموسة تؤكد ادعاءاته التي اراد من خلالها استهداف قادة العراقية مؤكدة ان العراقية تمتلك مشروعا وطنيا لبناء الدولة على اساس القانون، وقالت ان اتهامات الزوبعي لاقيمة لها لانه تحدث باسمه وليس كونه من اعضاء العراقية.