شهدت محافظة كركوك خلال الأسبوع الماضي احداثا لم يفهمها الكثير، فهي احداث ليست وليدة الساعة بالـهي امتداد لصراع قديم أجل
احتجاجات كركوك 2023
هي مظاهرات تحولت لاعتصام مفتوح للقبائل العربية السنية رفضا لتسليم مقر العمليات المشتركة في كركوك للحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد اخلائه من الجيش العراقي وذلك لملفات لم تحسم بعد مع هذا الحزب الذي يلاحقه العرب السنة بصفة كونه عنصريا ارتكب انتهاكات بحقهم ، فاخذ المعتصمون بقطع طريق كركوك - اربيل في غاية الضغط،، الامر الذي حمل انصار البيشمركة الكردية للقيام بتظاهرات مناوئة غايتها فتح الطريق فحدثت مواجهات بينهم كادت ان تؤدي لنزاع اهلي داخل المحافظة لولا تدخل القوات الامنية العراقية وتأجيل قرار اخلاء المقر الى اشعار اخر
خلفية الاحداث
كركوك الشمالية جغرافيا ذات البيئة والطابع المحسوب للغربية وهي مناطق العرب السنة يتصارع داخل بيئتها على ذلك الاكراد الذين يصفونها بالكوردستانية بدء كل هذا من ايام التمردات الكردية التي تضع لكركوك اهمية عظمى الى ان الحكومات العراقية لم تفرط بها لاهميتها الاقتصادية والجغرافية فهي ثاني محافظات العراق انتاجا نفطيا بعد البصرة وتربط عدة محافظات تتكون من 4 اقضية
قضاء كركوك : يشهد اختلاطا كبيرا بين اعراق كركوك الثلاث
قضاء داقوق : قضاء ذو غالبية سنية
قضاء الدبس : قضاء تتواتر فيه نسب العرب والاكراد
قضاء الحويجة : ذو غالبية عربية سنية ساحقة
تفاقم الصراع على هذه المحافظة بعد الغزو الامريكي للعراق فالعرب السنة يرون الاحقية لهم كونهم الغالبية بينما يرى الاكراد بان كركوك كوردستانية جغرافيا وانها تعرضت لتعريب في التسعينات فهم احق بها بينما يتحالف التركمان الذين يقولون بقدم سكناهم مدينة كركوك مع العرب السنة وذلك لسيطرة البيشمركة على المحافظة منذ 2003 خصوصا بعد انتهاكات خطيرة جرت في المحافظة حيث غيب الالاف من العرب ودمرت حوالي 80 قرية مع سرقتها بالاضافة لتهديم احياء تجاوزات عربية للنازحين مثل حزيران الذين تعرضو لانتهاكات دونتها المنظمات الحقوقية وتهميش جرى في ادارة المحافظة حيث سلبت المناصب من العرب والتركمان وتشكيل جماعات تصفية بالاساييش وتمويل وايواء لحزب بي كا كا المصنف ارهابيا لم يكن باستطاعة العرب السنة الرد حينها وذلك كون مدنهم تشهد حربا طاحنة وقادة حراك المكون سكنو اربيل كونهم مطلوبين لبغداد، وفي العام 2017 وبعد اصرار الاقليم على اجراء استفتاء الانفصال داخل كركوك ايضا دفع الحكومة المركزية لحملة سميت فرض القانون نجحت باستعادة السيطرة على المحافظة ما ادى لتحالف العرب السنة في كركوك بشكل واضح وصريح مع العرب الشيعة يقوم هذا التحالف على اساس القومية العربية والمصلحة العراقية فنوع العلاقة مع الاكراد كان غريبا ولم ينجح في ايام الاعتصامات السنية حيث ان الاكراد ابدو موقفا مغايرا لتأملات السنة عام 2014، ومنذ حملة فرض القانون شهدت كركوك هدوئا نسبيا وامانا بالتدريج ولم تشهد اي توتر ملحوظ سوة احتجاجات سلمية في ثورة تشرين وشهدت مشاريع ناجحة تسلم مهام منصب المحافظ راكان سعيد الجبوري والان كركوك على ابواب انتخابات مجلس محافظة كركوك الذي يختار المحافظ وقبل قدومها حدثت الازمة
الاحتجاجات
بعد ان عاد للعرب السنة نفوذهم على اعقاب حملة فرض القانون في تشرين الاول 2017 الى انهم لم يحسمو ملفات الانتهاكات مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي وبامر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خطط له العودة لممارسة اعماله في مقره العام السابق الذي اصبح في 2017 مقرا للعمليات المشتركة فهم يرونه رمزا لايام مريرة بنظرهم فسارعو بالخروج مطالبين بالغاء القرار وقامو بقطع الطريق الرابط بين كركوك واربيل ضغطا على الحكومة المركزية ونصبو فيه خيام الاعتصام بمشاركة القبائل والعشائر العربية السنية وبعد 3 ايام من قطعهم الطريق حدثت احتجاجات كردية مناوئة تطالب بفتحه الى ان هجوما حصل على المعتصمين العرب وحرق لسيارتهم ادى لصدام بين العرب والاكراد حلته القوات الامنية باطلاق النار ما ادى لقتلى ومصابين وهذا ما انذر بتصعيد خطير الامر الذي دفع الحكومة المركزية لتأجيل القرار الى اشعار اخر
حصيلة الاحداث
القتلى : 3 - 5
المصابين : 7 - 15
المعتقلين : 2
الخسائر المادية : احتراق 8-13 سيارة
ويبقى السؤال هل الصراع تأجل ام انتهى؟!