فَـــضِـــيــحَـــة
سَمعتُ من الاخرينْ ..
بشيخٍ لَم يَذق في الصبى حلوآ ..
قوامهُ أعوج .. حَنَتهُ السنينْ ..
شهيقهُ وَجعْ
زفيرهُ أنينْ ..
لم يجد رغيف خُبزٍ
لا و لا أوتهُ جدرانُ طينْ ..
سريرهُ شارع
غطاءهُ سَماء ْ ..
صُحبَتهُ آلافٌ كمثلهِ
من الآخرينْ ..
فما أعجب هذا الزمانْ
و ما اقسى هذا الزمانْ ..
آلافٌ يلتحفون السماء ليلآ
من غيرِ أمانْ ..
و السارقُ ألاكبرُ يجلس
تَحتَ سقفِ البرلمانْ ..
هَل من فضيحةٍ من هذهِ أكبرْ ؟؟
وهل من عارٍ من هذا العارِ أكبرْ ؟؟
بلادي تسمى أرضُ السوادْ
جبالٌ .. هضابٌ .. و حقولْ ..
نهران شقا طريقهما بينَ السهولْ ..
فوقنا نخيل .. و تحتنا بترولْ ..
والشيخ الكبيرِ لم يَذُقْ من النَخلِ تمره ..
لم يُشعِلْ بالبترولِ شَمعه
لا يَملُكْ من السهلِ شبرآ
لم يشربْ من النهرينِ قطره ..
لَم ياكلْ الا هتافات
لم يشرب الا شعارات
(انتخبوا مُرشحَكُمْ أبن البلادْ
يكافحُ القَهرْ .. يكافح الفسادْ )
فَحسبناهُ صلاح الدين ..
ظنَناهُ أبن زيادْ
يُطَهر البلاد من الفسادْ
فلم نجد فيهِ صلاحآ
لا و لا ابن زيادْ ..
أخرجنا من سوادٍ
أدخلنا الى سوادْ ..
فما اغربْ هذا الزمانْ
وما اقسى هذا الزمانْ ..
آلافٌ يلتحفُون السماءْ
من غير أمانْ ..
و السارقُ يجلسُ محتميآ
تحت سقف البرلمانْ ..
بقلم
أزهر ناظمي