اللسان المُهذب صيدلية
”جزاك الله خير“
”رحم الله والديك“
”جعل من جابك الجنة“
”شكر الله سعيك“
جُمل تعبيرية مملوءة بالمشاعر الإنسانية النبيلة شائعة التداول بين أبناء سكان وطننا الحبيب، وتبعث الراحة في نفوس السامعين لها. وانتشار هكذا تداول للجُمل مع ابتسامة ومشاعر طيبة نعمة كبيرة تبث الطمأنينة وتبعث الراحة والألفة بين النفوس. وشخصيا أشكر كل إنسان يوطد نفسه على استعمال الجُمل المعبرة عن الدفء الإنساني والخُلق الرفيع. ”قُل ولا تقُل“ هي مجموعة جُمل وكلمات يوصي بها أهل التربية، وينادون إلى حسن استخدامها؛ لأن ذلك قد يحل إشكالاً جدا متأزم ويتخطى بها أزمات قابلة للتضخم والانفجار. في التعامل مع الأطفال والمراهقين على سبيل المثال، بدل قول ”اسكتوا“ زجرا يمكن للشخص قول ”من يسمع صوتي فليرفع يده“. وبدل قول ”ناموا فغدا يوم دراسي“، يمكن قول ”ناموا حتى تدركوا صلاة الصبح، وتجنوا فوائد يوم جديد“.
المؤسف أن ولوج ثقافة هوليوود السينمائية جعل جملاً تشمل كلمة“ f***”،“ sh**t وغيرهما سائدة الاستخدام بين بعض الفتيان والمراهقين بشكل ملحوظ. ونتطلع وإياكم أن يتم توجيه الفتيان والفتيات برفق وذكاء على تجنب الإنصات لهكذا جُمل أو الاستخدام لأي كلمة نابية أو فيها إسفاف مع توضيح أبعاد ذلك على كرامة الشخص نفسه على المدى البعيد.
ولكوننا نعتقد بأن الدنيا تجري بالأسباب ومن أهم الأسباب المدرة للألفة بين الناس هو فتح القلوب من خلال الكلمة الطيبة وبشاشة الوجوه. وهذا يذكرنا بقول أحد الشعراء في استنطاق الأسباب:
ألم تر أنّ الله قال لمريم
إليك فهزِّي الجذع يسَّاقط الرُّطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزِّها
جنته ولكن كلُّ شيءٍ له سبب.
ولكي يعيش أي مجتمع العيش الرغيد والسلام المديد والتعاون المجيد فعليا وليس هرطقة، فلابد من حلاوة اللسان ونشر الاحترام وإفشاء السلام وحسن السلوك وتبادل الاحترام وأداء الحقوق بأمانة واللين في التعامل. ونعقلن التطلعات والتوقعات من خلال:
1 - لا تطلب من الأشواك أن تفوح بالعطور، ولا تطلب من الصحراء أن تنبت الزهور، ولا تطلب من فاقد الإحساس أن يهتم بالشعور. فكن واقعيا في توقعاتك ومثاليا في تصرفاتك.
2 - عندما تقول نصف المجتمع سيئ سيسخط الجميع، عليك. بينما لو قلت نصف المجتمع جيداً سيحتفون بك،. مع أن العبارتين بمعنى واحد.
3 - إن من يُحسن يُحسن لنفسه وقد يحفظ الآخرون إحسانه في أهله وأبناء مجتمعه. وإن من يسيء إلى الآخرين فإنه حتما يسيء لنفسه ولكافة أبناء مجتمعه وعرقه ووطنه ودينه. فليحفظ كل منا لسانه في حله وترحاله.
ختاما، يُروى عن الإمام الرضا (ع): «لا تمل من الدعاء فإنه من الله بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم، وإياك ومكاشفة الناس، فإنا أهل بيت نصل من قطعنا، ونحسن إلى من أساء إلينا، فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة».