قمة العشق في درب الإمام الحسين (ع)

تمر ذكرى الأربعين وتأتي معها منظومة قيم عظيمة تجعل من روح الإنسان تعيش حالة التكامل الروحي والمعرفي والعبادي والاجتماعي، فتكون مُلهمة لمن يسير في دربها وآهات لمن لم يوفق لبلوغها وحسرات لمن هو عاجز عنها.
منظومة القيم هذه أبطالها وفرسانها أولهم: الذي بذل مهجته وأعطى كل ما يملك في سبيل الله، فكان أعلاها قوله بثبات ويقين وتمام الرضا بقضاء الله وقدره «هون ما نزل بي أنه بعين الله» الإمام الحسين (ع).
الثاني: الذي ما قُدم له طعام ولا شراب إلا ومزجه بدموع عينيه زين العابدين وسيد الساجدين (ع).
‏الثالث: فخر الخدر والعفاف وجبل الصبر والوفاء ولسان الحق الذي أرجف عروش الظالمين زينب الكبرى (عليها السلام).
‏الرابع: أبطال الصفا وأنصار الوفاء يحمل لواءهم قمر بني هاشم أبو الفضل العباس عليهم السلام.
‏الخامس: حرم الرسالة وبنات الوحي الذين ذبُلت وجوههم، وغارت عيونهم من حرارة الشمس رضوان الله عليهم، فشكّلوا بأجمعهم منظومة قيم عظيمة مُلهمة لكل قلب تقي مؤمن ومن ذاق حلاوة حب الله سبحانه ويرجو رحمته متوسلاً ومتقرباً وراجياً بأن يُحشر معهم ويوفق لزيارتهم وينال شفاعتهم (عليهم السلام). من هذه القيم العظيمة.

1 - عبادة الله سبحانه حق عبادته والصبر والرضا على قضائه والتسليم المطلق لإرادته سبحانه وتعالى.
2 - الوفاء والإخلاص والشجاعة وصلابة الإيمان وعمق المعرفة، فأصبحت نوراً ساطعاً ويقينا صادقا بربهم العظيم، فعظُم في قلوبهم سبحانه وتعالى فانقطعوا إليه وزهدوا في غيره فصغر ما دونه سبحانه في أعينهم.
3 - الفوز والفلاح بما صبروا فنالوا أعلى درجات القرب الإلهي، فخلُدت أسماؤهم وأفعالهم، فرسموا الإخلاص والسمو ومكارم الفضائل لمن خلفهم.
أخيراً:
نسأل من الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن وفى وصدق وآمن وأحب عملهم فيا ليتنا كنا معهم، فنفوز والله فوزاً عظيماً وننهج نهجهم ونحمل قيمهم، ونتسلح بعلمهم وعمق معرفتهم لنحصن بذلك أرواحنا وعقولنا؛ مما يلوثها من زخارف الدنيا وغرورها بحق سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) وابنه علي بن الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع) فالسلام عليكم جميعاً، حين ولدتم وحين استشهدتم وحين تبعثون أحياء عند ربكم ترزقون والشهادة لنا بالوفاء والمحبة والإخلاص إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله على رب العالمين.