أنا هنا .. مازلتُ هنا
كديناصور يقاومُ الإنقراض
مازلتُ أدّخِرُ عواصفي في جيبِ الغيوم
مازلتُ أكتبُ بطبشورِ الملح آيات الصمود
على سبّورةِ الجراح
مازالت دجلتي تعانقُ الفرات مهما علَت مناسيبُ النضوب
مازالت مرابعي مرعى لأغنامِ يعقوب
مازالَ جلجامش
يُغازلُني كي يسرقَ منّي عشبة الخلود
مازالت مدارجُ بابل مهبطاً للتلمود
أنا هنا ..
وسأبقى هنا
كُلّ بلاد الله ترضعُ من نفطِ آباري
وترقصُ جذلى على إيقاعِ مزماري
مقدّسة أسراري
وترابي
وبينَ أزقّة كوفاني مشى قرآن محمّد
وتحتَ نخيلي أنجَبَت بِكرها البتول
فأنا العراق
ومهما دغدَغت رأسي عاتيات الفصول
ومهما سحقتني عربات المَغول
وداست على صدريَ حوافر الخيول
ستبقى دماء الحسين
رغم أنفِ الفَناء
تمُدّ حياتيَ بالحياة .
جعفر الحاج