أتيتُكَ ظامئاً والروح لهفى
رأيتكَ صرتَ للعشاق مرفا
كأنك ما نُحِرتَ بجرف نهرٍ
وقد خُصفت بك الكفّانُ خَصفا
نعاك الله يوم بذلت كفا
وزِدْت َلِنازفِ الكفّين ِطَرفا
سَقَيتَ وَما سُقِيتَ فراتَ ماءٍ
سَمَوتَ على الجراح ِفصِرتَ نَزفا
ورَدت َوما نَهلت َفأنتَ أدرى
بأسرارِ الوفاءِ وأنت أوفى
لأنك ممرعٌ أترعتَ نهراً
كأن مدامهُ العسل ُالمصَفّى
ركِبت َعلى الردى فرداً هِزَبراً
وصِلت َعلى خَميسِ الجُند ِألفا
تغيرُ عليه ِكالإعصارِ عَصفاً
يَحيد ُصفوفَه ُصفّا… فصفّا
يصاحبُك الإباءُ يَرومُ عِزّاً
وتسعى المُكرَماتُ إليك َزُلفى
بَكتْك َحناجِرُ الشُّعراء ِبَحراً
وما وَسِعَت ْبفَيضِ سَناك َحَرفا
بكيتك لا لأجلك بل لأجلي
فليسَ يحدّك النعيَ المقفّى
ولايرقى رثاءكَ فيضُ دمعٍ
وقد روّيتَ بالأماق طَفّا
لأنك من وليّ الله سفرٌ
جعلتَ كفالةَ الأيتام ِعُرفا
لأنك بدرُ يوم الطفّ يعيا
بسيرتهِ الظلامُ وإن تخَفى
فيا لله درّكَ من قتيل ٍ
يجرّعُ قاتليه الموتَ صِرفا
حيدر المرعبي