_
ذات يوم أهدت جارةٌ إلى الزوجين قفةً مليئة بكعك الأرز. ابتهج الرجل وامرأته بالهدية أيما ابتهاج، وانكبا يلتهمان الكعك بنهم وشهية، إلى أن جاء يوم خلت فيه القفة إلا من كعكة واحدة.
اختلف الزوجان فيمن سيأكل كعكة الأرز الأخيرة، ولحسم الأمر، قررا أن يضعا نفسيهما أمام تحد: أيهما يفلح في التزام الصمت لأطول فترة ممكنة، ستكون الكعكة من نصيبه..
ومنذ تلك اللحظة، مكث الرجل وزوجته ساكنين بلا حراك، متقابلين وجهًا لوجه، دون أن يرفع أحد منهما عينه عن الآخر..
ومرت الأيام وهما ماكثين على هذا الحال، حتى جاء يوم اقتحم فيه لص الدار، في البدء ظن اللص أن الدار مقفرة لا يسكنها أحد، فشرع يتجول في حجراتها، يجمع النفائس ويحشرها في حقيبته، إلى أن وصل إلى الحجرة التي يوجد فيها الزوجان...
ظن اللص أنهما أبكمان، إذ لم تبدر منهما أي نبرة اعتراض وهو يسرق المجوهرات تحت عينيهما.
بعد أن ملأ حقيبته بالنفائس الثمينة، قرر اللص أن يختطف الزوجة. جذبها من غلالتها وألقى بها على كتفه. حاولت المرأة أن تقاوم، ولكن دون أن تنطق بكلمة واحدة. ولكن عندما أوشكا على مغادرة المنزل، لم تتمالك المرأة نفسها، فصرخت في زوجها ملتاعةً: "هل ستظل هامدًا كالجثة، هل ستتركه يذهب بي دون حتى أن تعترض؟!"
عندئذ هتف الزوج بنبرة ملؤها الحماس: "هااااا... أنت أول من تكلم ! وهكذا أصبحت الكعكة الأخيرة من نصيبي !