بعد اللغط الكبير.. موقف قانوني حول الحكم الصادر بحق قاتلة الطفل "موسى"
المصدر . السومرية
علق الخبير القانوني، علي الشيباني، اليوم الأحد، على قرار محكمة جنايات الكرخ القاضي بالسجن خمسة عشر عاماً بحق المدانة بقتل الطفل "موسى ولاء".
وقال الشيباني في حديث لبرنامج عشرين الذي تبثه فضائية السومرية، إن "القرار يعتبر ممتازاً رغم اللغط الكبير من الذين يجهلون القانون، ويطالبون بإصدار حكم الإعدام".
وأشار إلى أنه "كانت هناك اعترافات كاملة ومفصلة للقاتلة أمام قاضي التحقيق أثبتت أنها لم تكن لديها نية القتل العمد بل أن تعنيفها هو من أفضى إلى موت الطفل".
وأكد، أن "القضاء طبق القانون والقاضي ذهب إلى تطبيق الحد الأعلى من النص القانوني الخاص بهذا النوع من الجرائم والمتمثل بالمادة 410 من قانون العقوبات العراقي".
يشار إلى أن المادة 410 من قانون العقوبات العراقي تنص على أن "كل من اعتدى على شخص بالضرب أو الجرح أو العنف أو أي فعل عنيف ومات هذا الشخص نتيجة هذا الفعل حتى لو لم يقصد الفاعل القتل، يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 15 سنة. وفي حال تم إثبات أن الفعل تم مع سبق الإصرار ونية القتل أو المتهم كان من أصول المجني عليه أو موظفًا حكوميًّا وتم الاعتداء عليه في أثناء عمله وقتل، تكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على 20 سنة".
وفي وقت سابق من اليوم، أصدرت محكمة جنايات الكرخ، حكماً بالسجن خمسة عشر عامًا بحق المدانة بمقتل الطفل "موسى ولاء".
وذكرت نقابة المحامين العراقيين في بيان ورد للسومرية نيوز، ان "نقيب المحامين أحلام اللامي حضرت جلسة المحاكمة في قضيّة الطفل "موسى"، مضيفة ان "محكمة جنايات الكرخ اصدرت حكما بالسجن خمسة عشر عامًا بحق المدانة بمقتله، وفقًا لأحكام المادة ٤١٠ / الشق الأول، من قانون العقوبات العراقي".
وبعد ذلك، بين المركز الإعلامي ل مجلس القضاء الأعلى في بيان ورد للسومرية نيوز، أن "المحكمة أصدرت حكمها عن جريمة تعنيفها ابن زوجها البالغ من العمر سبع سنوات عن طريق الضرب بالأيدي وادوات المطبخ ورطم رأسه بالجدار مما أدى إلى إصابته بتندبات والذي أفضى الى موته بمتلازمة الطفل المعنف".
وأضاف أن "الحكم صدر وفقا لإحكام المادة 410/ أولا من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل واستنادا لإحكام المادة 182/أ الأصولية".
وأثارت جريمة قتل الطفل العراقي "موسى ولاء" يوم الخميس 20 تموز/يوليو 2023، واعترافات زوجة أبيه بتعذيبه حتى الموت، وما تضمنته تلك الاعترافات من تفاصيل مروعة، حالة غضب واسعة بين العراقيين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبدأت القصة بالعثور على الطفل موسى ولاء (7 سنوات)، وهو ملقى على الأرض في منزل والده الذي يعمل بأحد الأجهزة الأمنية، وقد فارق الحياة والديدان تلتف حول عنقه.
وكان الطفل موسى يقطن مع شقيقه في منزل والديهما وزوجته الثانية، بعد انفصاله عن والدتهما.
وحسب مصادر خاصة للسومرية، إضافة لما تضمنته اعترافات زوجة الأب، فإن الطفل تعرض لتعذيب وحشي على يد زوجة أبيه، إذ تداول نشطاء صورا تظهر آثار التعذيب في مختلف أنحاء جسد الطفل موسى.
ووفقا لمصادر، فإن أنواع التعذيب التي تعرض لها الطفل هي الصعق بالكهرباء، والطعن بالسكين في أنحاء جسده، والإرغام على تناول كميات كبيرة من الملح، والكي بالنار، والخنق.
وألقت السلطات الأمنية، القبض على زوجة الأب المتهمة بقتل الطفل موسى، في حين أفادت مصادر بأن السيدة لا تعاني أي أمراض نفسية.
*اعترافات مروعة
وفي 3 أب/اغسطس 2023، نشرت مديرية مكافحة إجرام بغداد، التابعة لوزارة الداخلية، مقطع فيديو يوثق اعترافات مروعة للمتهمة، قالت فيها إنها ضربت الطفل موسى ضربة قوية على جانب رأسه الأيمن وسقط بعدها على الأرض.
كما أقرت باستخدامها الملح والطعن بالسكين وآلة خشبية والكي بالنار في تعذيبه، وذلك على مدار أيام، ونفت أن يكون أحد آخر شاركها في عملية التعذيب.
ونشرت المديرية مقطع فيديو آخر لشقيق الطفل موسى أكد فيه تعرض أخيه للتعذيب على يد زوجة أبيهم، وسرد تفاصيل ما كان يجري بحق شقيقه.
وأثارت جريمة مقتل الطفل موسى،ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت غضبا عارما.