احتدام الاقتتال للسيطرة على قاعدة استراتيجية في الخرطوم
اشتدت، أمس، حدة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، في العاصمة السودانية الخرطوم، فيما أعلنت «الدعم السريع»، أنها حققت انتصاراً جديداً على الجيش السوداني، مؤكدة مقتل عدد من الضباط ووقوع أسرى. في وقت أطلع مجلس السيادة، البعثات الدبلوماسية والأممية، على جهود الحكومة لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى كل المواطنين المتأثرين بالحرب.
استمرار الاشتباكات
وتفصيلاً، استمرت الاشتباكات المسلحة الدائرة منذ الأحد الماضي في محيط «سلاح المدرعات»، في محاولة للسيطرة على القاعدة العسكرية الاستراتيجية، بحسب ما أوردت وكالة «فرانس برس»، نقلاً عن شهود.
ووفق الإفادات، تشن «الدعم السريع» منذ الأحد الماضي هجوماً ضارياً من جبهات عدة على القاعدة العسكرية الواقعة في منطقة الشجرة جنوبي العاصمة؛ بغرض السيطرة عليها، لكنها تواجه مقاومة شرسة من الجيش.
وأكد عدد من سكان منطقة الشجرة وقوع «خسائر كبيرة في الجانبين» نتيجة الاشتباكات.
وقال أحد السكان لـ«فرانس برس»، طالباً عدم نشر اسمه، إن القتال لم يتوقف منذ اندلاعه الأحد الماضي إلا لمدة ساعة، مشيراً إلى أن «هذه أطول المعارك التي شهدناها في الشجرة».
ويؤكد طرفا الصراع باستمرار عبر حساباتهما على منصات التواصل الاجتماعي سيطرتهما على القاعدة العسكرية، وينشر كل منهما مقاطع فيديو تظهر قواته داخل القاعدة.
وفي وقت متأخر أول من أمس، دعا مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، مجدداً «الأطراف إلى وقف القتال للسماح بمرور المساعدات». وأضاف إن «طرق المساعدات مغلقة، والمخزونات الغذائية تتضاءل» في بلد يحتاج أكثر من نصف عدد سكانه إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
خسائر فادحة
في الأثناء، أعلنت قوات الدعم السريع، أمس، أن قواتها حققت انتصاراً جديداً على الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، مؤكدة مقتل عدد من الضباط ووقوع أسرى، بحسب ما أوردت وكالة «سبوتنيك» للأنباء.
وصرحت «الدعم السريع»، في بيان، إن قواتها كبدت الجيش السوداني «خسائر باهظة في الأرواح بمقتل المئات»، من عناصره.
وأشار البيان إلى أن قوات الجيش السوداني خسرت 18 ضابطاً، وأن من بين القوات التي خسرها الجيش السوداني عناصر من كتيبة «البراء الكيزانية»، مبيناً أنه أوقع «العشرات منهم في الأسر»، بحسب البيان.
وأعلن تمكن «الدعم السريع» من «السيطرة على مجمل معسكر «سلاح المدرعات»، عدا جيوب صغيرة جار التعامل معها»، مؤكداً «الاستيلاء على 101 دبابة، و90 مدرعة، و21 عربة قتالية، وكميات من الأسلحة والذخائر».
في المقابل، كان الجيش السوداني، قد أعلن أول من أمس، سيطرته الكاملة على «سلاح المدرعات» في العاصمة الخرطوم، بعد صد هجوم من «الدعم السريع»، وتلقي قواتها خسائر فادحة.
جهود حكومية
إلى ذلك، أطلع نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، أمس، البعثات الدبلوماسية والأممية، على جهود الحكومة لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلي كل المواطنين المتأثرين بالحرب.
وقال وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، في تصريح صحافي، إن عقار شرح، خلال لقائه بالسفراء ورؤساء مكاتب الأمم المتحدة ووكالاتها المعتمدين لدى السودان، ما وصفها بـ«أبعاد التآمر والخيانة التي تعرض لها السودان، بعد تمرد قوات الدعم السريع على الدولة، وجهود الحكومة لإنهاء التمرد وتخفيف معاناة المواطنين من خلال الحوار عبر المنابر المعروفة»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السودانية «سونا».
ووفقاً للصادق، قال مالك عقار إن «طموح قيادة «الدعم السريع» في الاستيلاء على السلطة وراء الحرب»، منوهاً إلى أن «دعايتها بشأن الديمقراطية، والوصول للحكم المدني، لا تعبر عن الواقع». وأكد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، أن «الحرب دمرت البنية التحتية وعطلت الخدمات الأساسية من محطات المياه والكهرباء».