500 طفل ماتوا جوعاً في السودان
قضى نحو 500 طفل سوداني جوعاً منذ بدء الحرب قبل أربعة أشهر بالبلاد، وفق منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية. وهناك مخاوف من أن يزداد الوضع سوءاً بعد عجز منظمات إنسانية عن استئناف نشاطها وسط المعارك.
وأفادت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) غير الحكومية، أمس، أن ما لا يقل عن 498 طفلاً «وربما مئات آخرين» ماتوا جوعاً في السودان خلال 4 أشهر من الحرب، بينهم 24 طفلاً في دار للأيتام تديرها الحكومة في العاصمة الخرطوم، منذ اندلاع الاشتباكات هناك في أبريل.
وقالت هيئة إنقاذ الطفولة أيضاً إن ما لا يقل عن 31 ألف طفل بحاجة ماسة إلى العلاج من سوء التغذية والأمراض المرتبطة به منذ اضطرت المؤسسة الخيرية إلى إغلاق 57 مركزاً تابعاً لها في السودان.
وقال مدير منظمة إنقاذ الطفولة في السودان، عارف نور: «لم نتصور قط أننا سنرى أطفالاً يموتون جوعاً بهذه الأعداد، ولكن هذا هو الواقع الآن في السودان. إننا نشهد أطفالاً يموتون بسبب الجوع الذي تمكن الوقاية منه بشكل كامل».
وحذّر عارف نور، مدير المنظمة في السودان، في بيان، من أنه في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب من الجوع «يموت الأطفال من الجوع، في حين كان من الممكن تجنّب ذلك تماماً».
معارك
ميدانياً، تصاعدت وتيرة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشكل غير مسبوق، وشهدت مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم ومدنها الثلاث، أمس الثلاثاء، اشتباكات بكل أنواع الأسلحة، بينما تضاربت الأنباء حول من يسيطر الآن على سلاح المدرعات، القلعة الحصينة للجيش، ففي الوقت الذي أكد فيه الجيش إحكام سيطرته على الموقع الاستراتيجي المهم، قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على أجزاء واسعة من الموقع.
ولليوم الثالث على التوالي جددت قوات الدعم السريع هجومها على سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، ودارت معارك شرسة، في المنطقة المتاخمة للسلاح المهم للجانبين، مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المتحاربة.
من جانب آخر قال نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إن سعى بعض الأطراف لفرض حلول مستوردة من الخارج أو الاستناد على أجندات خارجية أمر لن يكتب له النجاح، وسيكون وصفة لمزيد من عدم الاستقرار في السودان، وشدد على أن الحل الوحيد هو تواضع كل الأطراف السودانية وجلوسها والاستماع إلى بعضها.
خطوات
وأكد عقار أنه التقى الممثلين الدبلوماسيين لعدد من الدول العربية والأفريقية والغربية، إلى جانب قيادات المنظمات الدولية والهيئات والوكالات التابعة للأمم المتحدة الموجودة في السودان، ولفت إلى أنه تناقش معهم بالصراحة والوضوح في تناول الأوضاع في السودان، واستعرضنا معاً الخطوات التي تمت في خريطة الطريق بشأن إيقاف الحرب، التي أعلن عنها في الأسبوع المنصرم، مشيراً إلى أن الديمقراطية المرتبطة بالعدالة الاجتماعية وبناء مؤسسات راسخة في البلاد هو الطريق الوحيد نحو تحقيق الاستقرار والسلام المستدام في السودان.
إلى ذلك، قال وزير شؤون أفريقيا في الخارجية البريطانية، أندرو ميتشل، في بيان، أمس، إن الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، والدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو، جرّا البلاد إلى حرب لا مبرر لها على الإطلاق، وسيحاسبان على ذلك.
كما شدد على أن بلاده «تشعر بقلق بالغ إزاء الكمّ المتزايد من الأدلة على ارتكاب فظائع جسيمة ضد المدنيين في السودان»، معتبراً أن استمرار العنف على نطاق واسع بجميع أنحاء البلاد ووقوع عدد كبير من القتلى المدنيين «أمر مروع».
كما حذر من تعمد شن هجمات ضد السكان المدنيين ووصفها بجريمة حرب»، ودعا الطرفين المتحاربين إلى الامتثال لالتزاماتهما بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني. وقال: «يجب على كل من القوات المسلحة والدعم السريع تمكين وصول المساعدات الإنسانية».