كل ما ترغب بمعرفته عن الديكور الانتقالي للمنزل
يعد الذّوق الشخصيّ مسألةً هامّةً فيما يتعلّق بانتقاء الديكور المنزلي فلا يقتصر الأمر على اختيار ما يعجب الفرد فحسب إنما يُراعى في تصميم المنزل أن يعكس شخصية الأفراد وأن يُعبّر عن ذواتهم بطريقةٍ سلسةٍ وأنيقةٍ في آنٍ واحدٍ، فمثلًا يعمد المحبون للتراث والأثاث الخشبي إلى اختيار الديكور الكلاسيكي، في حين يتجه محبو البساطة والحداثة إلى النمط العصري، لكن ماذا عمّن يهوى النمطين ويرغب بالجمع بينهما؟.. ليس ذلك بالأمر المستحيل، حيث أن نمط الديكور الانتقالي قائمٌ كليًا على تلك الفكرة، تابع المقال لتتعرف على خصائص هذا النمط وأهم النصائح للراغبين في تطبيقه.
نبذة عن نمط الديكور الانتقالي
يتساءل البعض ما هو التصميم الانتقالي وما الفرق بينه وبين الأنماط الأخرى المعروفة، كنمط الديكور الإسكندنافي مثلًا؟.. غالبًا ما يوصف الديكور الانتقالي بأنه مزيجٌ متوازنٌ ومتناسقٌ من عناصر الديكور التقليدي والمُعاصر، حيث يفضله الكثيرون لمرونته والقدرة على التجديد والتغيير فيه على مرّ السنوات، فلا يشعر الفرد بالضجر من تصميم منزله ولا يراه قديمًا غير مواكبٍ للصيحات الرائجة.
يلعب هذا الجمع ما بين النمطين دورًا كبيرًا في إنتاج تصميمٍ واحدٍ متّسقٍ يضفي الحداثة على النمط التقليدي ويستغل البساطة والعمليّة في النمط العصري، كما يدمج ما بين الراحة والفخامة، واللمسة الأنثوية والذكورية، إلى جانب الأنتيكات والقطع الحديثة، ولعلّ أهم مزاياه أنه أحاديّ اللون، حيث يشيع فيه اختيار قطع الأثاث من نفس اللون وبتدرّجاتٍ مختلفةٍ، لتعزيز مفهوم البساطة ولئلّا تتضارب الألوان وتُفقِد التصميم رونقه، كما يعمد محبو النمط إلى اختيار الألوان المحايدة المريحة للعين، حيث يُرجَّح أن تبقى دارجةً لسنواتٍ عديدةٍ. تجدر الإشارة إلى أن الأولوية في التصميم الانتقالي تُعطى للاسترخاء والرفاهية، عِوضًا عن المظهر والشكل الخارجي.
يُقال بأن جذور الديكور الانتقالي تعود إلى عصر ما بعد الحداثة، حيث برز كردّ فعلٍ على البساطة المبالغ فيها التي اتسمت بها التصاميم في منتصف ذلك الزمن، فتحوّل التوجه العام من اختيار القطع الانسيابية العصرية إلى انتقاء تلك المريحة والمرنة، كما ابتعد الأفراد عن فكرة الصرامة والتزمّت أو اتباع القواعد المحددة عند تصميم المنزل، فعملوا على جمع العناصر التي تروق لهم حتى وإن تناقضت المفاهيم وراء كلٍ منها، ما أضفى نوعًا من التحرُر والإبداع.
خصائص التصميم الداخلي الانتقالي
يعد اللون الأحاديّ في قطع الأثاث الأساسية من أهم خواصّ الديكور الانتقالي
من المهم اتباع أساسيات الديكور الداخلي للمنزل للحصول على المظهر المرجوّ، وتجنّب الأخطاء التي قد تجعل المنزل يبدو قديمًا أو متهالكًا على الرغم من الجهد المبذول في الاعتناء به. فيما يلي افكار تصميم ديكور انتقالي مبنية على أساسيات هذا النمط وأهم مزاياه:
الألوان المحايدة
كما هو الحال في النمط التقليدي، يتّسم ديكور النمط الانتقالي بألوانه المحايدة الهادئة التي من شأنها خلق جوٍ من النظافة والراحة والمساحة الرحبة في أرجاء المنزل، حيث يفضل أن يكون اللون الرئيسي هادئًا ودقيقًا، كالأبيض الدافئ (اللؤلؤي)، الألوان الكريمية، الرمادي بتدرجاته والألوان الصحراوية لتوحي بالتهوية الجيدة للمنزل، كما يُنصح بتوحيد اللون الأساسي للغرفة بأكملها مع إضافة تدرجاتٍ مختلفةٍ منه أو إدخال المزيد من الألوان المذكورة أو حتى الألوان الداكنة، كطريقةٍ لكسر الجمود أو الدمج بين الديكور المودرن والكلاسيكي، مع مراعاة ألّا يطغى أحد تلك الألوان على الآخر.
الإكسسوارات والمُلحقات البسيطة
لعلّ وجه الشبه الأهم ما بين النمط الانتقالي والعصري هو الإكسسوارات البسيطة التي تخضع لقاعدة “الحد الأدنى” في الديكور المنزلي، ذلك تجنبًا للفوضى والعناصر غير المنسجمة في الغرفة الواحدة، وتعزيزًا لفكرة لفت الانتباه لتلك القطع دون أن تطغى على المساحة الكُلية، مع الحرص على أن تعكس تلك القطع اهتماماتك وأن تكون ذات فائدة حقيقية، فلا داعٍ لإضافة التحف أو الإكسسوارات التي تقتصر الغاية منها على المظهر الجمالي.
من الأمثلة على الإضافات المستخدمة في التصميم الداخلي الانتقالي قطع السجاد الموزعة في الغرف والممرات، الوسائد الصغيرة على الكنب، النباتات الداخلية الطبيعية أو الصناعية، الأطباق المسطّحة التي توضع عليها التُحف والشموع، فضلًا عن القطع المعدنية. بإمكانك أيضًا إضافة الطاولات الجانبية ذات التصميم الكلاسيكي، أو المنحوتات التقليدية، أو حتى اللوحات العريقة لمزيدٍ من الرُقيّ والتنوّع.
الأقمشة والمنسوجات المتنوّعة
تلعب الأقمشة دورًا هامًّا في إيجاد ذلك التناقض والتضادّ في الديكور الانتقالي، فالفكرة الأساسية هنا تتمثل في الدمج ما بين الأقمشة المتنوّعة لتحقيق تباين الملمس عوضًا عن تباين اللون، لا سيّما في القطع الأساسية التي يُنصح بتوحيد لونها كما ذكرنا سابقًا. من الأقمشة الأكثر استخدامًا في هذا النمط: الكوردروي، الجلد، القطن، الشنيل، الجينز، التويل، جلد الغزال والنسيج الصوفي الخشن (التويد)، ونحيطك علمًا بضرورة تجنّب المغالاة في التنويع بينها، للحفاظ على الطابع الأنيق والمتناسق للغرفة.
الأثاث الانتقالي
يرمز الأثاث الانتقالي إلى تلك القطع ذات الخطوط المنحنية السلسة التي ترمز إلى الانسيابية والراحة، تُقابلُها الخطوط المستقيمة والأقمشة العصرية التي تمنح القطعة هويةً وبصمةً فريدتين. يراعى كذلك أن يكون الأثاث مبطنًا وكبير الحجم، دون أن يهيّمن على كامل المساحة أو يبدو مبالغًا فيها، كما يمكن الدمج ما بين الأنتيكات والقطع الحديثة، كأن توضع في غرفة السفرة طاولة قديمة مع مقاعد حديثةٍ منحنيةٍ.
الخامات العضوية والمواد الطبيعية
ذكرنا آنفًا أشهر أنواع الأقمشة المُعتمدة في ديكور النمط الانتقالي، ونشير كذلك إلى أهمية استخدام الخامات والمواد العضوية، كالخشب والجلود والحجر والإسمنت وحتى الغرانيت، كما يمكن إضافة عنصر الطبيعة من خلال التحف الحجرية والصواني الخشبية والنباتات، مع التركيز على وضعها في مكانٍ مناسبٍ لا يعيق الحركة ولا يؤثر على بقية العناصر.
علاوةً على ما سبق، يمكن دمج العديد من العناصر التركيبية سويًا؛ مثل الخشب والزجاج والورنيش، وحتى القش والقصب والمعادن، والحفاظ على أسلوب الحد الأدنى في الإكسسوارات لتجنب التضارب وإرباك العين.
نصائح لتطبيق الديكور الانتقالي في مختلف غرف المنزل
امنح غرفة السفرة الخاصة بك طابعًا انتقاليًا بإضافة الأضواء المعلقة والأقمشة خشنة الملمس
بعد أن ذكرنا أهم الخصائص التي ينفرد بها ديكور النمط الانتقالي عن غيره، دعنا نطلعك على كيفية تزيين المنزل في نمط انتقالي غرفةً تلو الأخرى، ليتكوّن في ذهنك تصورٌ عن شكل المنزل الانتقالي:
المطبخ الانتقالي
يمتاز المطبخ ذو النمط الانتقالي بالخزائن الأنيقة ذات الخطوط المستقيمة، إلى جانب الألوان المحايدة التي تضفي شعورًا بالتهوية والرحابة، ولا ننسى الأدوات غير المكدّسة لتعزيز ذاك الطابع. يشيع كذلك استخدام الأضواء المعلّقة، إضافةً إلى التشطيبات الحديثة.
غرفة السفرة الانتقالية
كما هو الحال في المطبخ الانتقالي، تمتاز غرفة السفرة في الديكور الانتقالي بخطوطها المستقيمة وألوانها المحايدة المتناسقة، ويتم الاعتماد على أقمشة المقاعد والستائر والإكسسوارات لإضافة التنوع في الملمس.
غرفة المعيشة الانتقالية
من الأفكار الشائعة عند تصميم غرفة معيشة بطابعٍ انتقالي اعتماد الألوان الدافئة الترابية مع توحيد اللون الأساسي لقطع الأثاث، واختيار الأقمشة الأكثر خشونةً، كالراتان أو البُسُط الخشنة، كما يشيع استخدام الوسائد الصغيرة بألوانٍ مختلفةٍ ونقوشٍ فريدةٍ، ناهيك عن التحف المميزة والإضافات التي سبق وأن ذكرناها.
غرفة النوم الانتقالية
على غرار الغرف المذكورة سابقًا، يُنصَح بالمزج ما بين الأثاث العصري والإكسسوارات التقليدية للحصول على غرفة نومٍ بنمطٍ انتقالي، كما بإمكانك اختيار سريرٍ أكبر حجمًا في حال توفّر المساحة، واعتماد الأقمشة خشنة الملمس في أغطية السرير وفي الستائر والسجاد.
إلى هنا نختتم دليلنا الشامل حول نمط الديكور الانتقالي وأهم خصائصه، فضلًا عن نصائح حول كيفية تزيين المنزل في نمط انتقالي بطرقٍ إبداعيةٍ مبتكرةٍ. إن كنت مهتمًا بالاطّلاع على أنماطٍ أخرى من الديكور المنزلي، ألقِ نظرة على النمط البوهيمي ذي الألوان اللافتة والمُلحقات الفريدة من نوعها، كما نوصيك بالتعرّف على الديكور المغربي الذي يجسّد خصائص العمارة الإسلامية الفاخرة.