سقوط سريع لـ"الروبل".. أدنى مستوى في 16 شهراً


الإثنين 2023/8/14


يوم "مؤلم" في ذاكرة الروبل

الروبل ينخفض لأكثر من 100 مقابل الدولار، و"الكرملين" يرجع السبب للتيسير النقدي.
واصلت العملة الروسية تراجعها صباح الإثنين مع تدني قيمتها إلى أكثر من مئة روبل للدولار الواحد و110 روبل لليورو الواحد، وهو أدنى مستوى تسجّله منذ 23 مارس/آذار 2022 حين انهارت في أعقاب إطلاق موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وأظهرت بيانات بورصة موسكو أنه تم تداول الروبل بسعر 100.73 مقابل الدولار و110.22 مقابل اليورو عند الساعة 10.05 صباحا (07.05 ت غ).


وجاء التراجع اليوم الإثنين بعد أن قال المستشار الاقتصادي للرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا مهتمة بتقوية الروبل وإن سياسة التيسير النقدي كانت السبب الرئيسي وراء تراجع قيمة العملة المحلية.

وقال المستشار الاقتصادي مكسيم أوريشكين لوكالة تاس الروسية للأنباء "سعر الصرف الحالي انحرف بشكل كبير عن المستويات الأساسية، ومن المتوقع أن يعود إلى وضعه الطبيعي في المستقبل القريب".
وأضاف "انخفاض الروبل يُعقد التحول الهيكلي للاقتصاد ويؤثر سلبا على الدخل الحقيقي للسكان... من مصلحة الاقتصاد الروسي أن يرتفع الروبل".


ويبعث تراجع قيمة الروبل بشكل متواصل في الأسابيع الأخيرة مخاوف لدى العديد من الروس حيال مستواهم المعيشي، في ظل عودة التضخم والعقوبات الغربية المفروضة على البلد والكلفة المالية المتزايدة للنزاع في أوكرانيا.

وسجلت روسيا العام الماضي تضخما مرتفعا تخطى 17% في الربيع، ما أدى إلى تدني القوة الشرائية لملايين الروس.
وشهدت السنوات الماضية في روسيا عودة التضخم الذي بلغت نسبته 4,3% في يوليو/تموز، بالتوازي مع تدهور العملة الوطنية في ظل التراجع الحاد في العائدات الناجمة عن تصدير المحروقات.
وفي سياق متصل؛ أرجع بنك روسيا السبب في انخفاض الروبل بشكل حاد هذا العام إلى التراجع في الميزان التجاري لروسيا. وفقد الروبل حوالي 30 بالمئة من قيمته مقابل الدولار هذا العام. وانخفض فائض المعاملات الجارية للبلاد 85 بالمئة على أساس سنوي في الفترة من يناير كانون الثاني إلى يوليو/تموز.
وإزاء هذا الوضع، اضطر البنك المركزي الروسي في 21 يوليو/تموز إلى زيادة معدل فائدته الرئيسية إلى 8.5% سعيا لمكافحة ارتفاع الأسعار، وعلق اعتبارا من الخميس الماضي وحتى نهاية السنة مشترياته من العملات الأجنبية في سوق القطع الوطنية.
غير أن ضعف الروبل يسمح للدولة الروسية في المقابل بتعزيز خزائنها، لأن كل دولار أو يورو تحصل عليه الحكومة يؤمن لها مبالغ أكبر بالروبل لتغطية نفقاتها المتزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا.