قرات الموضوع واحببت ان اشارككم فيه .....
عند التفكير في أكثر الأشخاص نجاحًا، فإننا غالبًا ما نعزو سبب نجاحهم إلى قدراتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، نظرًا لما تلعبه هذه المقدرة من دور حاسم في مسيرة أعمالهم ووظائفهم، بل وحتى حياتهم الشخصية، فما هو المقصود بمهارات اتخاذ القرار بالضبط؟ وما الذي يمكن أن تفعله هذه المهارات لتجعل حياتنا أفضل؟ هل هي مهارة مكتسبة أو موهبة فطرية لا يمكن تعلّمها؟
سنجيب عن كلّ هذه الأسئلة من خلال مقالنا اليوم حول اتخاذ القرارات.
ما هو المقصود باتخاذ القرارات؟
اتخاذ القرارات في أبسط تعريفاته هو عملية الاختيار الناجح بين أمرين، أمّا المقصود به كمصطلح في مجال الأعمال، فهو المقدرة على الاختيار بين حلّين أو أكثر لمشكلة معيّنة. حيث يعتمد اتخاذ القرار على أحد العاملين التاليين أو كلاهما:
بسلوكيات بسيطة، تعلم فن الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي مفتاح الوصول للنجاح في حياتك ، ولتحقيق الأفضل في مجال عملك و في علاقاتك.
سجل بالدورة الآن
الحدس: وهو الرجوع إلى المشاعر الغريزية عند اتخاذ قرار معيّن. قد يصفه البعض بالحاسة السادسة، وربما يتخيّلونه كقدرة خارقة، إلاّ أنّ الحدس يأتي في واقع الأمر من مزيج من خبرات سابقة وقيم شخصية يمتلكها الفرد.
المنطق: وهو استخدام الأرقام والحقائق المتوافرة حول مشكلة أو قضية معيّنة لاتخاذ القرار المناسب لحلّها.
قد تتساءل هنا أيّ هذه الأسس أفضل عند اتخاذ القرارات، والجواب ببساطة هو الإثنين معًا. فالحدس وحده قد لا يكون كافيًا نظرًا لأنه يعتمد على المشاعر الشخصية وحسب، في أنّ المنطق أيضًا قد يهمل الجانب الإنساني ويركّز على الحقائق المادية، لذا فالموازنة بينهما تؤدي في معظم الأحيان إلى اتخاذ قرارات سليمة وصائبة.
ما هي خطوات اتخاذ القرار؟
تتضمّن عملية اتخاذ القرار الخطوات التالية، حيث يمكنكم اتباعها كلّها أو بعضها بحسب القضية أو المشكلة المطروحة أمامكم:
تحديد المشكلة، أو التحدي أو الفرصة المتاحة.
وضع قائمة بجميع الحلول الممكنة.
تقييم تكاليف وإيجابيات وسلبيات كلّ خيار من الخيارات المطروحة.
اختيار حلّ واحد أو إجابة مناسبة من بين الحلول المقترحة.
تقييم أثر القرار المتخذ وإجراء أي تعديلات أو تغييرات ضرورية.
كيف يمكنك تعزيز مهارات اتخاذ القرار لديك؟
على الرغم ممّا يعتقده البعض من أنّ اتخاذ القرار هو مهارة فطرية يولد بها الفرد، إلا أنّه في الواقع مهارة مكتسبة تتطوّر وتنمو مع التدريب والتمرين. إن كنت ممّن لا يحسنون اتخاذ القرارات، ويشعرون بالحيرة عند للاضطرار للاختيار بين أمرين أو أكثر، فلا تقلق، النصائح والخطوات التالية، ستساعدك على تطوير مهارتك في اتخاذ القرارات.
1- اجمع معلومات كافية عن الموضوع
قبل أن تبدأ في التفكير باتخاذ قرار معيّن، احرص أوّلاً على فهم كلّ العوامل والجوانب المتعلّقة بهذه القضية أو المشكلة. تحدّث مع الأطراف ذات العلاقة، واجمع المعلومات الكافية التي تحتاج إليها. لكن لا تتخذ أبدًا قرارًا دون أن تكون على دراية بكامل جوانب القضية.
2- تجنّب اتخاذ القرارات المشحونة أو المبنية على العاطفة
إن كنت تستثمر عاطفيًا في الموقف أو المشكلة التي أمامك، فقد يصبح تفكيرك مشوّشًا، ويقودك ذلك إلى اتخاذ قرارات خاطئة. تجنّب التفكير المتسرّع، واستعن بدلاً من ذلك بالتفكير العقلاني، فكّر بالوقائع والحقائق بدلاً من التفكير في مشاعرك ورغباتك الخاصّة.
3- خذ وقتًا كافيًا لاتخاذ القرار
قد تشعر أحيانًا أنّك مستعجل لاتخاذ قرار معيّن، غير أنّ بعض هذه القرارات تكون كبيرة ومهمّة، بل مصيرية أيضًا. لا تتعجّل في مثل هذه الموقف، وخذ وقتًا كافيًا للتفكير في الأمر، تذكّر أنّك لست مجبرًا على اتخاذ قرار ما قبل أن تكون مستعدًّا له بما فيه الكفاية. لكن لا تؤجله أيضًا بحجة أنّك لست مستعدًّا بعد. الفكرة أن توازن بين الحالتين لتتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
4- فكّر في الموقف على المدى البعيد والقصير
يركّز البعض على حين اتخاذ القرارات على النتائج القريبة، دون التفكير فيما قد يحصل على المدى البعيد، الأمر الذي يجعلهم يندمون على قراراتهم فيما بعد.
لنفترض مثلاً أنّ لديك مهمّة في وظيفتك يتعيّن عليك إتمامها قبل نهاية الأسبوع، وطلب منك أصدقاؤك مرافقتهم في نزهة ما. أنت ترغب في الذهاب حقًا، ولكن إن فعلت فسوف تتأخر في تسليم مهمّتك.
هنا لابدّ أن تنظر لنتائج قرارك على المدى القصير والبعيد على حدّ السواء. فلو قرّرت الذهاب، ستستمتع لبعض الوقت، لكن متعتك هذه ما تلبث أن تتلاشى عندما تجد نفسك واقعًا تحت ضغط كبير لإنهاء المهمّة، وقد لا تتمكّن من إتمامها في الوقت المناسب، الأمر الذي ربمّا يكلّفك وظيفتك.
إن فكّرت في الأمر على هذا النحو، فسوف تأخذ القرار السليم على الأرجح ولن تندم عليه مستقبلاً.
5- قارن بين سلبيات وإيجابيات قرارك
قبل أن تتخذ أيّ قرار، أحضر ورقة وقلمًا واكتب سلبيات وإيجابيات قرارك هذا، ثمّ قارن بينها لتتوصل إلى القرار السليم. لنفترض مثلاً أنّك ترغب في الحصول على وظيفة إضافية بعد انتهاء دوامك الرسمي في عملك الحالي. لكنك لم تتخذ قرارًا حاسمًا بعد. يمكنك مثلاً أن تضع جدولاً كالآتي:
الحصول على وظيفة إضافية
الإيجابيات
السلبيات
1- تحقيق دخل إضافي. 1- عدم امتلاك ما يكفي من الوقت للمتعة.
2- فرصة للنمو والطور. 2- تخصيص الوقت للوظيفة الإضافية على حساب العائلة والأصدقاء.
3- التعرّف على أناس جدد وتوسيع شبكة العلاقات. 3- الشعور بالإرهاق والتعب، والتأثير السلبي على الصحة.
4- تحقيق الذات ورفع الإنتاجية بشكل عام. 4- التأثير سلبًا على جودة الأداء في الوظيفة الرسمية.
وهكذا بعد أن تقارن بين سلبيات وإيجابيات كل قرار قبل أن تتخذه، ستصبح أكثر قدرة على تحليل الموقف أو المشكلة التي أمامك ثمّ اختيار الحلّ الأنسب الذي يعود عليك بأكبر نفع ممكن.
6- ركّز على الأولويات
عندما تتخذ قرارًا ما، احرص على ترتيب أولوياتك ذات العلاقة بهذا القرار من الأهمّ إلى الأقل أهمية. حينما تعي تمامًا ما هو الأكثر أهمية لك في هذا الموقف، ستصبح عملية اتخاذ القرار أسهل عليك. ومن الأمثلة على الأولويات العليا في المواقف الحياتية نجد مثلاً:
تأمين مصدر دخل ثابت.
الحفاظ على درجات عالية في الجامعة أو المدرسة، خاصة بالنسبة لأولئك الحاصلين على منح دراسية نظرًا المنحة قد تُلغى في حال تدنّي العلامات.
الحرص على التطور الشخصي والنمو المستمر.
الحفاظ على صحة جيّدة من خلال التمرين والنظام الغذائي الصحي.
بناء علاقات قوية وطويلة الأمد مع الآخرين.
7- فكّر في البدائل
ابتعد عن انتهاج أسلوب الأبيض أو الأسود في التفكير، فالحياة مليئة بالمناطق الرمادية. قد تعتقد أنّ تملك خيارين فقط لحلّ مشكلة معيّنة أو اتخاذ قرار بشأن موقف ما، لكن ذلك غير صحيح. هنالك آلاف الحلول لكلّ مشكلة، وعدّة طرق للتعامل مع أيّ موقف مهما كان. فكّر دومًا بحلول وخيارات بديلة، بما في ذلك الخيارات التي تتضمن تسوية أو تنازلات معيّنة.
8- ضع خطة طوارئ
احرص دومًا على وضع خطّة للطوارئ، حتى لا تتفاجأ. حينما تكون مستعدًّا للمشكلات التي قد تواجههك، ستخفّ حدّة توترك، وتصبح أكثر قدرة على اتخاذ أي قرار دون خوف من العواقب، لأنك قد استعددت لها مسبقًا.
9- لا تتردّد في طلب العون من الآخرين
تجنّب الشعور بأنك المسؤول الوحيد عن اتخاذ القرارات في عملك أو منزلك أو عائلتك. اطلب العون من الآخرين، سواءً كانوا أصدقاءك أو خبراء في المجال الذي تريد اتخاذ قرار بشأنه. ولا تخجل من اتخاذ قرارات جماعية، حيث أنّ هذا النوع من القرارات يسهم في تخفيف التوتر والضغط عليك ويوزّع المسؤولية على الجماعة بدلاً من فرد واحد. ليس هذا وحسب، بل إنّ القرارات الجماعية تكون في أغلب الأحيان أفضل من القرارات الفردية وأكثر فعالية.
10- أبعد نفسك عن المشكلة إن تطلّب الأمر
إذا لازمك الشعور بالضغط والتوتر تجاه اتخاذ قرار معيّن، ابحث عن وسائل لتُبعد نفسك عن القضية أو المشكلة لبعض الوقت. فلا يمكنك اتخاذ قرار سليم إن كان عقلك لا يفكّر بشكل سليم. يمكنك اتباع الخطوات التالية:
احصل على قسط كاف من الراحة: خذ إجازة من عملك أو جامعتك أو ابتعد عن عائلتك في حال كان القرار الذي تريد اتخاذه عائليًا. اعثر لنفسك على مكان هادئ لتريح ذهنك وتعيد ترتيب أفكارك.
قم ببعض النشاطات التي تلهيك عن المشكلة أو القضية التي تواجهها. شاهد فيلمًا أو اذهب في رحلة، يمكنك أن تقرأ كتابًا أو تخرج في نزهة مع أصدقائك. افعل أيّ شيء ينسيك أمر القرار الذي تريد اتخاذه.
عد من جديد إلى القضية أو المشكلة التي تواجهها بعد أن أخذت استراحة قصيرة. ستجد أن ذهنك أصبح أكثر تفتّحًا وقدرة على مواجهة التحديات الصعبة واتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.
أمّا أفضل السبل لتطوير مهاراتك في اتخاذ القرارات فتكمن في اتخاذ قرارات أكثر! ابدأ بالأمور البسيطة، وخذ قرارات بشأنها، كأن تتخذ قرارًا بالنوم باكرًا من الآن فصاعدًا، أو تلتزم بتناول طعام صحّي، أو أن تقلّل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها.
خذ قرارات تجاه قضايا بسيطة لا تسبب لك الأذى إن أخفقت في اتخاذ قرار سليم، وطبّق الخطوات السابقة بانتظام. ستجد أنّك وبعد بعض الوقت قد أصبحت أكثر شجاعة في اتخاذ القرارات، بل وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات أفضل في مختلف شؤون حياتك.
تذكّر دومًا، ليس هناك ما لا يمكن إصلاحه، أيًّا كان القرار الذي اتخذته، يمكنك دومًا اتخاذ قرار جديد يصلح ما أفسده سابقه أو يلغيه أو يحسّنه. فلا تستلم، وابدأ في الحال بصنع مستقبلك بيديك من خلال قراراتك!
تعرّفوا على المزيد من المهارات الحياتية والوظيفية، من خلال زيارة صفحة المهارات الوظيفية على منصّة تعلّم. ولا تنسوا مشاركتنا آرائكم وتعليقاتكم من خلال صفحتنا على الفيسبوك. أمّا في حال رغبتم في معرفة كلّ جديد من الفرص والمقالات، فبادروا بالتسجيل على موقعنا في الحال.