آهٍ… يَا زَيْنَبُ
ناجي وهب الفرج
آهٍ… يَا زَيْنَبُ
وَرَدَّتْ إِلَىْ مَا عَنَاهَا بِكَسْرٍ
وَسَارَتْ إِلَيْهِ بِوِسْعٍ كِفَاحَا
وَكَمْ جَاوَزَتْ مَا بِهَا مِنْ صِعَابٍ
بِعَزْمٍ عَلَاهَا وَصَابَتْ فَلَاحَا
وَأَبْدَتْ لَهَا مَا رَدَاهَا بِصَبْرٍ
وَنَاحَتْ بِسَكْنٍ تَعَدَّتْ قِرَاحَا
وَعَانَتْ بِمَا كَانَ فِيْهَا نَزِيْلًا
تَراخَتْ لَهَا مِنْ سِمَاتٍ صَلَاحَا
وَبَانَ بِمَا جَاءَ مِنْهَا عَظِيْمًا
وَنَالَتْ خِلَالَ عَطَاءٍ جِمَاحَا
هَوَاهَا بِفَيْضٍ سَقَتْهُ حَيَاةً
وَعُدَّتْ لِمَا كَانَ مِنْهَا طِرَاحَا
فَيَا سَامِعًا مِنْ شُمُوْلِ مَعَانٍ
فَإِنَّ قِوَامًا نَمَاهَا صِفَاحَا
وَهَبَّتْ رِيَاحٌ وَزَفَّتْ سَمُوْمًا
وَدَامَتْ بِعَدْوٍ وَزَادَتْ جِرَاحَا
وَطَافَتْ بِبِنْتِيْ عَلِيٍّ بَلَايَا
خَفَتْهَا بِهَامٍ تَعَالَتْ رِمَاحَا
فَيَا شَامِتًا فِيْ حُسَيْنٍ كَفَاكَ
خَصِيْمًا لِحِيْنٍ سَيَأْتِيْ صِحَاحَا
وَيَبْقَىْ فِيْهَا جَلَاءٌ بِشَهْدٍ
يَصِيْرُ بِوَقْعٍ نَمَاهَا فَوَاحَا
وَيَسْعَىْ لَهَا كُلُّ مَنْ سَارَ فِيْهَا
بِمَا جَاوَبَتْ فِيْ طَرِيْقٍ صِرَاحَا
وَجَاءَتْ لِقَبْرِ حُسَيْنٍ بِمَا لَمْ
يَكُنْ مِنْ فَضِيْلِ دُمُوْعٍ سِرَاحَا
وَصَبَّتْ عَلَيْهِ بِمَا كَانَ مِنْهَا
بُكَاءً تَرَامَتْ بِوَقْعٍ نِيَاحَا
كَثِيْرٌ عَلَىْ مَالَقَتْهُ وَهَدَّتْ
بِرُكْنِ مَقَامٍ وَرَاحَتْ صِيَاحَا
وَتَمَّ لَهَا مَا بَغَتْهُ بِقُرْبٍ
وَجَالَتْ عَلَيْهَا بِخَيْلٍ نِوَاحَا
وَزَادَتْ لِمَا طَالَهَا مِنْ مُصَابٍ
تَدَاعَتْ بِفَقْدٍ وَفَاضَ طِفَاحَا
وَأَلْقَتْ بِنُطْقِ عَلِيٍّ بِمَا لَمْ
يَكُنْ مِنْ مَثِيْلٍ سِوَاهَا فِصَاحَا
بِمَا نَاوَلَتْ مِنْ كَلَامٍ بَلِيْغٍ
تَبَاهَىْ لَهَا مِنْ بَيَانٍ وِضَاحَا
فَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ بَلَاءٍ لَقَتْهُ
بِخَيْرٍ وَصَاغَتْ عَلَيْهِ مِلَاحَا
قَفَتْهَا سَمَاءٌ بِمَا قَدْ بَغَتْهُ
تَنَامَىْ عَمَارٌ بِصَفْوٍ لُقَاحَا
بَدَتْ مَا بِهَا مِنْ حِمَالٍ رَعَتْهَا
كَأَنَّ جِبَالًا تَعَالَتْ نِطَاحَا
فَيَا مَنْ تَنَالُ ببِنْتِيْ عَلِيٍّ
فَعِمْ فِيْ خُسَارٍ بِذَنْبٍ سِفَاحَا
فَلَيْسَ هُنَاكَ بِظُلْمٍ يَدُوْمُ
وَسَارِعْ بِوَعْيٍ تَرَاخَىْ جَنَاحَا
فَيَا غَارِفًا مِنْ مَعِيْنِ عَلِيٍّ
هَنَاكَ بِفَوْزٍ كَفَاكَ سِلَاحَا