طلاق الرؤساء.. "معارك" وراء الستار
الخميس 2023/8/10
جاستن ترودو وزوجته صوفي قبل الطلاق
يقعون في الغرام، يتزوجون وقد ينفصلون، لكن قصصهم للحب والفراق محاطة دائما بتلك الهالة التي تصنعها الأضواء المسلطة عليهم.
الرؤساء والملوك والقادة بشكل عام لديهم حياة خاصة لكنها غالبا ما تفقذ جزءا كبيرا من خصوصيتها بوقوعها تحت دائرة الاهتمام، وهذا ما يفسر الصدى الذي يرافق حكايات انفصالهم تماما كما غرامهم.
القائمة طويلة للقادة المنفصلين، لكنها اكتسبت عضوا جديدا مؤخرا عقب إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وزوجته صوفي انفصالهما.
الإعلان جرى مطلع أغسطس/آب الجاري، وشكل صدمة لأنصار ترودو ومتابعيه ممن لم يتوقعوا يوما أن ينتهي ذلك الزواج الذي استمر 18 عاما.
فالثنائي يعرفان بعضهما منذ مرحلة الطفولة، قبل أن يلتقيا مجددا عام 2003 أثناء مباراة خيرية، ولم يكونا بحاجة لقول الكثير، فنظراتهما كانت كافية لمعرفة ما يريدان.
تمت خطبتهما وتزوجا عام 2005، ورزقا بـ3 أطفال هم زافير (15 عاما) وإيلا غريس (14 عاما) وهادريان (6 أعوام)، وكانت حياتهما تبدو مثالية لدرجة أنه لم يعرف عنهما يوما أي خلاف في حياتهما الزوجي،
ولذلك شكل إعلان ترودو (51 عاما) وصوفي غريغوار ترودو (48 عاما) انفصالهما مؤخرا صدمة أثارت ردود أفعال واسعة بأروقة السياسة ومواقع التواصل.
لكن قبل ترودو وصوفي، هناك الكثير من حكايات الفراق في حياة رؤساء وملوك دخلت التاريخ من بابه الواسع، ترصد "العين الإخبارية" في ما يلي أبرزها:
بعد عرض الباليه
قصة زواج فلاديمير بوتين كما طلاقه كانت متماهية جدا مع شخصيته المتكتمة، وهو الرجل الصارم الذي يصدر واجهة جليدية تبدو في قطيعة تامة مع المشاعر ووجع الغرام والانفصال.
ففي عام 1983، تزوج بوتين من ليودميلا شكريبنيفا، وأنجبا ابنتين، هما ماريا ويكاتارينا، والاثنتان في العقد الثاني من العمر.
ظاهريا، بدا الزوجان منسجمان لدرجة أنه لم يدر بخلد أحد أنه يمكن أن ينفصلا، وحتى حين شوهدا، في 2013، للمرة الأخيرة سويا في حفل تنصيب بوتين رئيسا لفترة ثالثة، كانا يبدو أنهما ثنائي رائع.
وبالفعل، كانا منسجمين للغاية في تلك الليلة وحضرا عرضا للباليه، قبل أن يعلنا طلاقهما عبر التلفزيون الروسي، في صدمة زلزلت الرأي العام في ذلك الوقت.
حب جديد
الرئيس المصري الراحل أنور السادات أيضا لم ينج من قائمة المطلقين، فلقد تزوج مرتين، وطلق مرة واحدة.
زيجته الأولى من السيدة إقبال ماضي كانت تقليدية إلى حد ما، فوالد أنور السادات كان يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع والد إقبال وأشقائها، وقرر أن يخطب ابنتهم لنجله.
عاش الزوجان في جو يسوده التفاهم والاندماج، حيث انبهرت إقبال بشخصية السادات القوية الأخاذة، بالإضافة إلى خفة دمه، ورغم الظروف الصعبة التي واجهتهما خلال فترة سجنه واعتقاله إلا أنها ظلت تسانده.
لكن حياة الثنائي انقلبت رأسا على عقب حين وقع السادات في غرام زوجته الثانية جيهان وهو ما دفع إقبال لطلب الطلاق، والذي تم بالفعل في عام 1949 أي بعد 9 سنوات من الزواج.
خيانة
تزوجها نيلسون مانديلا في 1958، وكانت عروسة شابة فاتنة وقوية الإرادة وتصغره بالسن كثيرا.
كان اسمها ويني ماديكيزَلا-مانديلا، وقد التقاها في 1957 وكان حينها متزوجا من إيفلين ماسي، لكن ارتباطه بالأخيرة لم يستمر كثيرا، ربما لوقوعه في غرام ويني.
وقضى مانديلا وويني وقتا قصيرا بالعمل معا في النشاط السياسي، ثم اضطر مانديلا للاختباء فترة، الأمر الذي جعله بعيدا عنها، ولاحقا حكم عليه بالسجن مدى الحياة ولم يطلق سراحه إلا في عام 1990.
وخلال فترة سجن مانديلا، تعاظم دور ويني السياسي، وربما عاد جزء من ذلك إلى المضايقة المستمرة التي كانت تتعرض لها من الأجهزة الأمنية في جنوب أفريقيا.
لكن بالسنوات التي أعقبت إطلاق سراحه تدهورت علاقتهما الزوجية لينفصلا في عام 1996.
واتهمها مانديلا بالخيانة الزوجية، وفي العام نفسه أقالها من منصب وكيل وزارة الثقافة والفنون، وهو المنصب الحكومي الوحيد الذي تولته منذ انتهاء حكم الأقلية البيضاء بجنوب أفريقيا.
من أجل السلطة
كان زين العابدين بن علي مجرد عضو شاب بالجيش التونسي حين التقى نعيمة الكافي وهي ابنة الجنرال محمد الكافي في أواخر الستينيات من القرن الماضي.
ورغم أن ظروف اجتماعهما لا تزال موضع جدل، إلا أن الثنائي تزوجا في عام 1964، وهي الخطوة التي ساعدت كثيرا بن علي في مسيرته المهنية وقادته في نهاية المطاف إلى" الرئاسة.
بعد وقت قصير من زواجه، تم تعيين بن علي مديرا للمخابرات العسكرية، كما أهله الزواج من ابنة الجنرال لأن يكون أحد من تم اختيارهم ضمن بعثة عسكرية إلى كلية "سان سير" الأرقى في فرنسا، للحصول على دراسة عسكرية عصرية وحديثة، حسب مواصفات تلك الحقبة.
وأثناء تولي بن علي مديرية الأمن الوطني، تعرف على ليلى طرابلسي التي كانت تملك محلا لتصفيف الشعر، وحدث اللقاء أثناء إحدى المداهمات التي كان يشرف عليها بن علي بنفسه لمحلات أو أماكن تصل أخبار عنها إلى الأمن.
وفي تلك المداهمة، شبك الغرام بين الاثنين وانتهى بعلاقة استمرت سنوات.
لعيون الرئاسة
في 2011، انتابت سكان جواتيمالا حالة من الصدمة بسبب قرار الرئيس الفارو كولوم طلب الطلاق من زوجته الليدي ساندرا توريس دي كولوم حتى تتمكن من الترشح لخلافته.
أراد الزوجان الطلاق بأمر من الدستور الذي يحظر ترشح أي شخص من أقارب الرئيس لهذا المنصب، وحينها قالت دي كولوم:"هذا واحد من أكثر القرارات أهمية في حياتي، حيث إنه يقتضي تضحية شخصية وعائلية.. الحب الذي يجمعني بالرئيس أكثر قوة من أي وقت مضى.. إلا أن حبنا لجواتيمالا والتزامنا لأولئك الذين معظمهم محتاجون أقوى".
لكن قضاء البلاد اعتبر لاحقا الطلاق تحايلا على الدستور وصدر لإتاحة الفرصة لترشح السيدة الأولى للانتخابات الرئاسية، وبذلك وضع مسألة ترشحها موضع شك.