• تصاعدت حالة التأهب في العاصمة المصرية القاهرة قبل ساعات من مظاهرات قالت قوى سياسية إنها ستنظمها في اتجاه مقر جماعة الإخوان المسلمين بضاحية المقطم يوم الجمعة، وهي المظاهرات التي وصفتها قيادات في جماعة الإخوان بأنها ستمثل عدوانا على المنشآت الخاصة، مؤكدة أن من حق الجماعة الدفاع عن مقراتها.

    ودعت حركات وأحزاب وشخصيات عامة إلى التظاهر بعد ظهر الجمعة أمام مكتب إرشاد الجماعة الذي وصفه بيان صادر عنهم بأنه 'الحاكم الفعلي لمصر من خلال جماعة غير شرعية تسعى للسيطرة على مصر'، وذلك احتجاجا على ما وصفه البيان باعتداء 'مليشيات الإخوان' على ناشطين وصحفيين أمام مقر الجماعة.

    وشهد محيط مقر الجماعة اشتباكات السبت الماضي بين شباب الإخوان وعدد من الناشطين الذين قاموا بكتابة عبارات ورسوم مسيئة إلى الجماعة، وتطور الأمر إلى الاعتداء على صحفيين قالوا إنهم كانوا يغطون الاشتباكات، بينما قالت مصادر في الجماعة إنهم بادروا بسب واستفزاز شباب الإخوان.



    واستبقت جماعة الإخوان مظاهرات الجمعة بمؤتمر صحفي شارك فيه عدد من قياداتها، حيث وجهوا انتقادات حادة إلى تعدي بعض الناشطين على مقر الجماعة، كما لاموا قوات الشرطة، واعتبروا أن من واجبها أن تحمي المنشآت العامة والخاصة.



    وشددت الجماعة لهجتها على لسان الأمين العام محمود حسين الذي أشار إلى أن 'البعض صعّد أعماله الخارجة، ووصل به الأمر لإطلاق الشتائم البذيئة للجماعة ورموزها، مما أدى إلى حدوث اشتباكات يطالب الإخوان الجهات القضائية بالتحقيق فيها ومحاسبة الطرف المعتدي'، ثم تحدث عن مظاهرات الجمعة معتبرا أن هناك 'من يتنادون للذهاب مجددا إلى مقر الجماعة بأعداد كبيرة لاستكمال العدوان'.

    وحمل حسين على وسائل الإعلام المحلية، وقال إنها تجاهلت ما قام به الناشطون الذين هاجموا مقر الجماعة السبت الماضي 'من سب وقذف وحمل للسلاح، ولم تكتف بذلك وإنما صورت الأمر على أنه اعتداء على الناشطين من جانب شباب الإخوان'.

    تحذيرات
    وبالتوازي مع هذه التصريحات، عجت مواقع تابعة للإخوان بتحذيرات للنشطاء من أي محاولة للاعتداء على مقرات الإخوان، واصفين ذلك بأنه خط أحمر لن يصبر الإخوان عليه، كما تحدثت مصادر في الجماعة عن توافد العشرات من شباب الإخوان إلى المقر الرئيسي للمشاركة في تأمينه.

    وقال محامي جماعة الإخوان عبد المنعم عبد المقصود للجزيرة نت إن الجماعة تحمل الأحزاب والحركات السياسية التي دعت إلى التظاهر المسؤولية عن أي أحداث عنف تحدث هناك أو أي تهديد للممتلكات العامة والخاصة، مشيرا إلى أن الحجج التي يسوقها البعض لهذه المظاهرات ليس لها محل، خصوصا بعدما أعلنت الجماعة أمس أنها وفقت أوضاعها طبقا للقانون الحالي.

    وبينما دعت وزارة الداخلية إلى سلمية المظاهرة وأكدت وقوفها على مسافة واحدة من كل التيارات السياسية في البلاد، تباينت مواقف القوى السياسية، حيث أعلنت حركة شباب 6 أبريل أنها ستشارك في التظاهر 'ضد ما حدث من تجاوزات ضد الناشطين والصحفيين أمام مكتب الإرشاد قبل أيام'، وأكدت المتحدثة باسم الحركة إنجي حمدي للجزيرة نت أن 'الحركة تشارك في الأنشطة السلمية فقط، بعيدا عن أي اتجاه للعنف'.

    وفي المقابل، عبرت قوى وأحزاب إسلامية عن رفضها لمظاهرات الجمعة، ومنها حزب الوطن الذي قال 'إن مصر أحوج ما تكون إلى الهدوء في هذه الفترة'، وحزب البناء والتنمية -الذراع السياسية للجماعة الإسلامية- الذي دعا المعارضة إلى 'إعادة النظر في هذه المظاهرة، وحذر من أنها تكرس أجواء الاحتقان وقد تؤدي إلى ردود فعل عنيفة'.