أحبكَ في العشرِ رثّ الثيابِ عليكَ عليكَ غبارُ الطريقِ
أحبكَ عيناكَ محمرّةٌ
وذقنكَ مُهملةٌ يا صديقي
_ _ _
توزّعُ للعابرينِ الطعَامَ
وماءً على حبّهِ ، وا إماما
لعلَّ يمرُّ غريبُ الزمانِ
بأهلِ المَضيفِ ويلقي السلامَ
_ _ _
لعلَّ تراهُ ، لعلّ يراكَ
ويأكلُ ما قدَّمَتهُ يداكَ
أمَرَّ بهذا المضيفِ ، أمَرَّ
بذاكَ ، أمرَّ هُنا أو هناكَ
_ _ _
يرى قطَراتِ الأسى في الجبينِ
شحوباً عليهِ أيادي الحنينِ
ودمعَ الوقوفِ ببابِ المضيفِ
ودمعَ ٱنتظارِكَ طولَ السنينِ
_ _ _
أيا صاحبي عندَ ذاكَ المضيفِ
إذا ما رأيتَ مُحَنَّى الكفوفِ
كحيلَ الجفونِ وفي الخدِّ شامة
ألا فٱفرشِ الوردَ فوقَ الرصيفِ
_ _ _
يمرُّ عليهِ غريبُ الديارِ
على حاجبيهِ سحابُ الغبارِ
كأنْ زارَ للتوِّ أرضَ الطفوفِ
وقل طالَ مولايَ ليلُ ٱنتظاري
_ _ _
وقبِّل يديهِ وضُمَّ النعالَ
لصدرِكَ إمّا لمَحتَ الجَمالا
إذا مَرَّ لا بُدَّ أن تلتقيهِ
ولا بُدَّ للوجهِ أن يتلالا
نجيب المنذر