«مونديال 2026» أحلام كبيرة لعرب آسيا

ربما من المرات النادرة، التي يكون فيها مؤشر الحلم العربي عالياً في سباق التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم عن قارة آسيا، يحدث هذا في نسخة «مونديال 2026» في أمريكا وكندا والمكسيك، على الرغم من أن محطات الطريق تبدو طويلة جداً، وتتطلب نفساً طويلاً، لتجسيد حلم التأهل الذي يداعب مخيلة غالبية «منتخباتنا» العربية في القارة الآسيوية.
وفي ظل قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، زيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى «مونديال 2026» من 32 إلى 48 منتخباً، ثم رفع «حصة» القارة الآسيوية إلى 8 مقاعد مباشرة، ونصف مقعد عبر ملحق عالمي، فإن ردود فعل القائمين على شؤون غالبية المنتخبات العربية جاءت متفائلة، بل أكثر من ذلك بكثير بـ«ضمان» بطاقة التأهل، في ضوء ما أسفرت عنه القرعة التي جرت قبل أيام، ورسمت معالم الوصول إلى نهائيات كأس العالم.
9 مجموعات
ولا يخفى على عين كل متابع حقيقة أن مشوار التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، يبدو طويلاً أمام المنتخبات العربية في القارة الآسيوية، كونه لأول مرة، يشتمل على 6 أدوار، تبدأ بالأول الذي تشارك فيه المنتخبات الـ20 الأقل تصنيفاً، تخوض في ما بينها مباراة فاصلة ذهاباً وإياباً، وفيها منتخب عربي وحيد فقط، وهو اليمني، والثاني يتمثل بمشاركة 26 منتخباً، تلتحق بها المنتخبات الـ10 المتأهلة من الدور الأول، ليصبح العدد 36 منتخباً، توزع على 9 مجموعات، يتأهل عنها الأول والثاني إلى الدور الثالث الحاسم، والذي يشارك فيه 18 منتخباً، توزع على 3 مجموعات، يتأهل عنها الأول والثاني إلى «مونديال 2026».
6 منتخبات
وبعدما «تضمن» قارة آسيا، الجزء الأكبر من «حصتها» في نهائيات كأس العالم 2026 بتأهل مباشر لـ6 منتخبات في ضوء ما تسفر عنه مباريات الدور الثالث، تكتمل «الحصة» الآسيوية بالتحاق منتخبين آخرين من الدور الرابع، الذي تشارك فيه 6 منتخبات، توزع إلى مجموعتين، يتأهل عنها أول المجموعتين إلى نهائيات «مونديال 2026»، لترتفع «حصة» آسيا في النهائيات إلى 8 منتخبات، فيما يجب على صاحبي المركز الثاني في المجموعتين، خوض ملحق آسيوي ذهاباً وإياباً في الدور الخامس، يتأهل عنه الفائز من كلا المباراتين إلى الدور السادس (الأخير)، المتمثل في الملحق العالمي، والذي يواجه فيه «المنتخب الآسيوي» منتخباً من قارة أخرى ذهاباً وإياباً، الفائز من المباراتين، يتأهل إلى «مونديال 2026».
الدور الحاسم
وعلى الرغم من المحطات الطويلة لطريق الحلم العربي نحو «مونديال 2026»، فإن حظوظ «منتخباتنا» العربية في القارة الآسيوية، تبدو في المتناول تماماً، وخصوصاً في محطة الدور الثاني، قبل أن يرتفع مؤشر الصعوبة كثيراً بدءاً من الدور الثالث الحاسم، الذي يشهد مواجهات مصيرية مع منتخبات الصف الأول في القارة الآسيوية.
3 مقاعد
عنتر مرزوق، الناقد الرياضي الإماراتي، لفت إلى أن أحلام المنتخبات العربية في القارة الآسيوية، تتضح أكثر في الدور الثالث الحاسم، كون تأهلها من الدور الثاني، يبدو أمراً طبيعياً في ظل الفوارق الفنية مع المنتخبات الأخرى في مجموعات الدور الثاني، مشدداً أن المنتخبات العربية مطالبة بإدراك حقيقية أن ما لا يقل عن 3 مقاعد تبدو شبه «محجوزة» لمنتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وإيران، مع الأخذ في الحسبان، قوة منتخبات آسيوية أخرى مثل أوزبكستان والصين وتايلاند، إلى جانب التطور اللافت في مستويات منتخبات محددة مثل فيتنام وماليزيا والهند، ما يعني بروز صعاب حقيقية أمام أحلام المنتخبات العربية في طريقها الطويل إلى «مونديال 2026».
5 نسخ
حسين سعيد، الرئيس الأسبق للاتحاد العراقي لكرة القدم، لفت إلى أنه لا بد من التخطيط المبكر لضمان التأهل إلى نهائيات بطولة بحجم وشهرة كأس العالم لكرة القدم، والأخذ في الحسبان كيفية تحقيق الفوز على المنتخبات التي غالباً ما تكون المرشح الأول لضمان بطاقات التأهل عن قارة آسيا، مشيراً إلى أن النسخ الـ5 الأخيرة من نهائيات كأس العالم، شهدت عبر التصفيات، نوعاً من الاحتكار للبطاقات المخصصة للقارة الآسيوية، من قبل منتخبات محددة بعينها، ليس بينها منتخب عربي سوى السعودي، وفي النسخة الأخيرة 2022، المنتخب القطري بحكم الاستضافة.
طريق سالك
ميرزا أحمد، الرئيس الحالي لنادي الشباب البحريني، الأمين العام السابق للجنة التنظيمية الخليجية لكرة القدم سنوات عدة، أشار إلى أن طريق المنتخبات العربية، يبدو سالكاً في التأهل عن الدور الثاني من التصفيات، متوقعاً بروز صعاب حقيقية أمام المنتخبات العربية في الدور الثالث تحديداً نظراً للمواجهات المتوقعة مع منتخبات الصفوة في القارة الصفراء، ما يجعل ضمان الحصول على بطاقة التأهل إلى «مونديال 2026» أمراً فيه الكثير من الصعاب الواجب الالتفات إليها.