بـخـيـل يـرثـي حِــذائــه
أَرَاكَ فَتَحتَ ثَغْرًا يَا حِذَائِي
وَأَخْرَجْتَ الِلسَانَ بِلَا حَـيَـاءِ
وَأَعلَنْتَ الـتَّـمَـرُّدَ بَعدَ عُـمْـرٍ
فَقَدتَّ اللَّونَ فِيهِ مِنَ الشَّقَاءِ
وَذَابَ الخَيطُ ثُمَّ الجِلْدُ حَتَّىٰ
تَـدَلَّـىٰ مِثلَ ذَيـلٍ مِـنْ وَرَائِـي
إِذَا مَا سِرتُ أَلقَىٰ مِنْكَ نَوحًا
كَثَكْلَىٰ لَا تَـكَـفُّ عَـنِ البُــكَـاءِ
أمَـا أَنْـتَ الَّـذِي لَا نَـعـلَ يَعلُو
عَـلَـيـكَ وَإِنْ تَـحَـلَّىٰ بِـالـطِّـلَاءِ
أمَـا أَنْـتَ الَّذِي جُبْتَ الفَيَافِي
وَخُضْتَ المَاءَ فِي سَيلِ الشِّتَاءِ
أمَا أَنْتَ الَّذِي قَد صَانَ رِجْلِي
مِنَ الأَدرَانِ دَومًا فِي خَلَائِي
وَكَمْ حَاربَتَ مِسْمَارًا وَشَوكًا
وَكُنتَ تَذُودُ عَنِّي كَـالـفِـدَائِي
أَرَاكَ اليَومَ مَرمَىٰ كُـلَّ شَـوكٍ
فَأينَ أَضَعتَ عَزمَكَ يَا وَجَائِي
تَرَاكَ نَسِيتَ مَجدًا عَـنْـتَـرِيًّا
وَوَعدًا أَنْ تَسِيرَ بِـلَا أَنتِهَاءِ
وَخَاصَمْتَ الطَّرِيقَ وَصِرتَ وَهْنًا
وَمَـسْـخًـا قَـد تَـنَـكَّـرَ فِي حِـذَاءِ
ذَهَبتُ إِلَىٰ المُعَالِجِ عَلَّ شِيئًا
يُـقَـدِّمِـهُ فَـتَـنْـعَـمَ بِـالـشِّـفَـاءِ
فَمَصمَصَ لِيَ الشِّفَاهَ وَرَاحَ يَرمِي
إِلَـىٰ أُذُنَـيَّ فَـيـضًـا مِـنْ عَـزَاءِ
فَقَدتُّـكَ يَا فِـدَاكَ أَبِي وَأُمِّي
وَزَوجِي وَالعِيَالِ ومَْن وَرَائِي