قلوبٌ بهاتيك المها أم جلامدُ
يرقّ الصفا منا وهنّ جوامدُ
مهاً لم تحلّى بالقلائد إنما
لهن نفوس العاشقين قلائدُ
يراودنني أن تستثار قريحتي
وآنف مني أن أراني أراودُ
ولعن بما تحوي القصائدُ من هوىً
وأعرضن عمّن تحتويه القصائدُ
على غير كبرٍ إنما هي فطنةٌ
رأين بها أن القوافي مصائدُ
ويقنعني علمي بأني قادرٌ
بأن تتقصاهنّ مني المراصدُ
وإني وإن يحذرن من كل شاعرٍ
لهنّ - على غراتهنّ - لصائدُ
بداهية تعيا على كل ناقدٍ
بها الشعر يزهو نجمه وهو صاعدُ
إذا راودت من قلب خود رزانةً
تزلزل منها طورُها وهو مائدُ
تقول لهذا الشاعر الويل كم به
أعاين نفسي وهو لي لا يشاهدُ
بعثت لهذا الشعر آخر عصره
كما يبعث المهدي والجور سائدُ
يقلّب منه الدهرُ فيّ عيونَه
أحقاً يرى أم طيف حلم يعاودُ
كما انقلبت عينا مفجّعةٍ بكت
على غائبٍ ثم انثنى وهو عائدُ
وإنا لقوم تقشعرّ مهابةً
بباذخ ذكرانا القوافي الشواردُ
متى ننتسب هبّت ولبّت وحلّقت
علينا كما حفّ الملوكَ الحوافدُ
كماة الوغى والسيف يكرم ضيفه
وأهل البيان المحض والشعر شاهدُ
إليّ انتهى ميراثه فعمرته
بما لم يعمّره طريفٌ وتالدُ
وأعتقته من جفنه بعد أمّةٍ
فعاد سليلاً منه ما هو غامدُ
تراث كأدراع امرئ القيس ذمّةً
سموألُها مني المعاني الفرائدُ
معانٍ كآبار من النفط غوّرت
دهوراً إلى أن فضن وهي عساجدُ
سالم التميمي