لا تصعبوا الحياة على انفسكم
حياتنا سهله في ديننا الاسلامي ولكن نعاني عندما نصعبها على انفسنا ..
في المنطقه الجنوبيه واهل الجنوب معروفين منذ مئات السنين ببياضهم وجمالهم .
ولا يقربوا اهل الغرب بسبب سواد بشرتهم وانتشار الزار والسحر لديهم منذ مئات السنين مع ذلك فالصالحين فيها متواجدين بعدد قليل حتى قررت الحكومه اختلاط طلاب المنطقتين قي مدرسه واحده لقلتهم وذلك بهدف تدريسهم فالتقى في هذه المدرسه طلاب من المنطقتين وفي كل سنه تحصل معركه بالعصي بينهم فقد ورثوا كراهية بعضهم من اجدادهم حتى مرت عشر سنوات حتى جاء الاستاذ محمد مدير المدرسه واراد ان يزرع الألفه بين الطلاب فقد كان صالحاً يريد الخير للجميع فبدأ اولا بعمل حصه اصلاحيه بهدف تثقيف طلاب اهل الغرب وتعليمهم خطر السحر ومدى ضرر الزار وحكمهما في الدين وكان يفعل نفس الأمر مع الناس في الغرب وذلك بعمل محاضره في المسجد بهدف توعية الناس بالضرر الذي يعيشوه ..
والنتيجه هي تقبل الكثير منهم للطريق الصحيح والنصائح الهادفه فقد تعبوا من تخلفهم وهمجيتهم .
اما اهل الجنوب فقد عرف الاستاذ محمد مشكلتهم فهم يتفاخرون بما كان عليه اجدادهم وشعارهم هو : من لا ماضي له فلا مستقبل له .
فبالتالي واجه الاستاذ محمد صعوبه في تعليمهم فهم يخشون الاختلاط بالآخرين خوفاً من كلام الناس وتعييرهم ولكن الاستاذ محمد لم ييأس فخطرت في باله خطه وكانت ان يتزوج بامرأه من اهل الغرب علماً انه من اهل الجنوب فعايره الناس في منطقته فقال لهم هاتوا حديث قاله الرسول عليه الصلاة والسلام او آيه قرآنيه تمنعني من فعل ما فعلت فقالوا له : اختلاط الانساب حرام في ديننا فأجاب : انتم تفهمون اختلاط الانساب خطأً فهو يمنع المسلم من تسمية طفل ليس بأبنه اي نسب الأبناء لغير آبائهم . فردوا عليه : من لا ماضي له لا مستقبل له فقال لهم من اخترع هذا القول ؟
فقالوا اجدادنا .
فقال لهم اجدادنا ليسوا اكثر حكمه من رسولنا الكريم .
( إنما المؤمنون إخوه ) فلماذا لا تألوفوا العيش مع الناس من اماكن اخرى ...
مرت سنوات وقد كبر ابن المعلم محمد من زوجته الغربيه واسمه علي وكذلك ابنه من زوجته الجنوبيه واسمه حمد وكان ابناء الجنوبيين يصاحبوا حمد ويتجاهلوا علي ... ولكن علي كان متفوقاً دراسياً وذكياً وذات مره في امتحانات منتصف الفصل انهى علي الاختبار بسرعه كعادته وقبل خروجه من قاعة الاختبار مر بطالبين من اهل الجنوب كانوا قد اجابوا اجابه خاطئه على احد الاسئله فاشار بأصبعه لهما على الأجابه الصحيحه فقال الاول واسمه حسن : خسئت، افضل الرسوب وإعادة السنه على ان يعلمني شخص من اهل الغرب . بينما الثاني تقبل الامر بصدر رحب .
تعجب علي من موقف الطالب الاول فمبادئه تمنعه من الحياه السهله وتجبره على تصعيب الامور عليه .
ومرت الايام وذات يوم جالس علي في طاوله مطعم يستخدم هاتفه فجائه احد من اهل الجنوب يطلبه ان يصلح جهازه له وكان علي مستعجلا لانه على وشك المغادره فاثناء قيامه بالاصلاح قام الجنوبي بمحادثته واثناء المحادثه لاحظ علي انه منشغل بالجهاز ويرد عليه ب نعم اكمل فقال له ما هذه الاسائه ! .. تنشغل بشيء ولا تنظر لي عندما احادثك ؟
فأجاب علي انا مسغول ولأجلك قمت باصلاح هاتفك ثم اني اسمع ما تقول واجيب عليك . فأره الجنوبي صوره على جهازه توضح له ان ما يفعله اسائه . فرد علي : من ابتكر هذه القاعده ؟
فقال الجنوبي لا اعرف .
فقال علي : لا تصعب الحياه على نفسك .
فقال علي في نفسه : لماذا يصرون على تصعيب معيشتهم على انفسهم بسبب تفكير اجدادهم ؟
تأليف : أحمد الغيثي ( المختبيء تحت المطر )
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وُٺہيِّنِ ﮩ
