حياة الموسيقيين العاطفية يعتبرها البعض
كوارث عاطفية بذا قررت أن أعرض عليكم فى هذا الموضوع نماذج ولقطات مختصرة من حياة أعظم الموسيقيين ..ولأنها لا تخلو من الغرابة والطرافة أحياناً بل إن فى بعضها مسّ من جنون ,رأيت أن أنشرها هنا فى القلم الساخر
حيث كتبتها من الذاكرة وفقاً لقراءات سابقة فى السير الذاتية لمعظم العباقرة والمبدعين
فى الحقيقة لم نعرف فى تاريخ الموسيقى حباً كبيراً وإنما عشرات من قصص الحب للموسيقار الواحد ..
كأنه من الصعب أن يجمع الموسيقار بين الحب والموسيقى
فإما متعة الحب وإما روعة الموسيقى فكأنه مكتوب على جبين كل موسيقار عظيم أن يكون معذباً
فإما أن يتعذب وإما أن تتعذب كل فتاة تعرفه
ومن يتتبع السيرة الذاتيه لكبار الموسيقيين ,يجد أنه ليس من بينهم واحد لا تقع فى غرامه عشرات الفتيات
أو يقع هو فى غرام مئات الفتيات
ولكن..العبقرية الموسيقية تطرد الفتيات وتقصف عمر الحب !!
لنبدأ مع عبقرى عباقرة الموسيقى
موتسارت
إنه أعظم مؤلفى الموسيقى وأرقهم وأكثرهم "حرفنة"
كان هذا الموسيقى يعد كل فتاة يقابلها بالزواج , حتى أنه واعد مايقرب من مائة فتاة
أول فتاة كان اسمها ألويسا وكان فى العشرين من عمره , اتفق معها على الزواج ولما علم أبوه ,استدعاه فوراً وأمره بالإقلاع
عن هذا العبث .فالزواج للإنسان العادى ,أما العباقرة فهم مثل آلهة الإغريق لا يتزوجون!
وأحبّ أختها كونستانسة عندما قررت ألويسا أن تتزوج من مدّرس مغمور وهذه المرّة حاصرته أمها فتزوج كونستانسة وهو
فى السادسة والعشرين من عمره وهى فى التاسعة عشر وأنجبت له ستة أولاد ,عاش منهما اثنان
كان يحب زوجته وكانت حياتهما سعيدة ,أما ماكان يعذبها ليل نهار هو أنه يطلب منها أن تجلس إلى جواره
وتقول أى شىء ..أية قصة ..وهو غارق فى التأليف , وكانت تروى القصة الواحدة عشر مرات , فإذا غيرت فيها ينبهها إلى
ذلك وكان عليها أن تقول وتقول مهما كانت متعبة
فى أحد الأيام زارهما أحد ناشرى الموسيقى فوجدهما يرقصان بعد منتصف الليل وأدهشه ذلك ولكن عندما عرف السبب
زادت دهشته فقد كانا يرقصان طلباً للدفء فلم يكن لدى الموسيقار مال يشترى به خشباً يضعه فى المدفأة
*********
وإن كانت معظم قصص كبار الموسيقين هى كوارث عاطفية
فإن أكثر العظماء تعاسة هو عبقرى الموسيقى
بيتهوفن
فهذا العظيم عرف عشرات الفتيات والسيدات والعاملات والنبيلات,والفتيات ينظرن إلى رأسه وشعره المهيب ثم لا يذهبن
إلى أبعد من ذلك ..ففى عينيه شىء يخيف
أحب اليانورة وكانت تقرأ له شعراً وتغنيه أيضاً ...كان فى الرابعة عشرة من عمرة وكتب فى مذكراته :
لو انتظرتنى مائة عام فسوف أتزوجها
وتقدم لفتاة اسمها ماجدولينا وتوسل إليها أن تتزوجه فرفضته قائلة :ذلك القبيح المجنون ! مستحيل
وتقدم أيضاً لجوليتيا التى أهداها عمله الجميل " سوناتا ضوء القمر"
لكنها وصفته بقولها: ليس قبل أن يستحم ألف مرة أستطيع أن أقبله!
وأحبّ سيدة اسمها مدام بيجوت وكانت جميلة فاتنة فبعث إلى زوجها يقول: مثل هذا الجمال خلقه الله لتموت فيه ومن أجله !!
وفى عام 1805 توقف بيتهوفن عند قرية فى ضواحى فيينا ,وفى هذه القرية وجد ليز
كان يرى فيها جمال الكون كله , وقد حاول أصدقاؤه أن يفتحوا عينيه ليرى ليزا أوضح
فقد كانت مجرد فتاة فلاحة تقف على كوم زبالة تسويه مرّة بالفاس ومرة بالمقشة ,لكنه لم يرى ذلك بل
كان يصفها بقوله : " ذات البهاء والفتنة الخالدة وهى تتمشى فوق سقف الدنيا" وظلّ هذا رأيه فيها حتى الممات
وفى أحد الأيام كان أبوها مخموراً وحطم أحد البارات فساقوه للسجن ,فارتدى بيتهوفن أحسن ملابسه وذهب إلى المحكمة
وطلب من القاضى أن يفرج عن هذا الرجل المسكين ,فما كان من القاضى إلا أن طرده لأن فى هذا الطلب إعتداء على
القانون
****************
أما الموسيقار هكتور برليوز فقد أحب فتاة اسمها استيلا ..وكانت تكبره بست سنوات
وظلت استيلا هذه حبه الوحيد ..وكان يضايق النساء بأن يطلق على كل فتاة يحبها اسم استيلا الأولى والثانية
والعاشرة
وتزوجت استيلا واختفت ..وظلّ الموسيقار يبحث عنها طوال حياته وكتب فى مذكراته:
عيناها الواسعتان الساحرتان ..شعرها الذهبى تساقط خيوط الشمس ..شفتاها ترتويان من النبيذ والسعادة الأبدية ..قدماها الصغيرتان فى حذائها الأحمر الوردى ..وحياتى تراب مبعثر أمامها فى إنتظار دائم لعودتها وبقائها إلى الأبد هناك بعيداً
أراها وأملأ عينى من جمالها وأدخرها فى خيالى وفى أحلامى
وعرف أنها فى أحدى المدن الفرنسية وذهب إليها وكانت فى السبعين من عمرها ..زوجة سعيدة وأم لأربعة من الأولاد
وعشرة من الأحفاد ..صارحها الموسيقار بحبه القديم لها ..أدهشها ذلك فلم تكن تعرف أنه قد أحبها
واعترفت له أنها لم تلبس فى حياتها حذاء أحمر !!
وانحنى الموسيقار أمامها واستأذنها فى أن يقبل يديها وخرج ووقف أمام الباب يبكى!!
***************
أعتقد أننا أصبحنا على قناعة بأن معظم دعاة الحب من الموسيقيين إذا أحبوا فشلوا ,وإذا فشلوا كتبوا, وإذا كتبوا أبدعوا