لولا يستضيف قمة لدول أميركية جنوبية لإنقاذ الأمازون

بيليم (البرازيل) (أ ف ب) – يستضيف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الأسبوع القادم قمة إقليمية عالية الرهانات وسط مساعي قادة دول منطقة الأمازون لوضع خارطة طريق لإنقاذ أكبر غابة استوائية في العالم.

نشرت في: 05/08/2023



الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خلال اجتماع في برازيليا في 3 آب/أغسطس 2023 © سيرجيو ليما / ا ف ب/ارشيف


وسيكون الاجتماع الذي يضم الدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون الثلاثاء والأربعاء في بيليم عاصمة ولاية بارا بمنطقة الأمازون، بمثابة مقدمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 30 الذي تستضيفه المدينة في 2025.
وهذه أول قمة للمنظمة التي تأسست قبل 28 عاما، في 2009. ويسعى لولا للوفاء بتعهده بعودة البرازيل إلى معركة مكافحة التغير المناخي بعد تدمير متصاعد في الأمازون في عهد سلفه جايير بولسونارو.
ومع مئات مليارات الاشجار الممتصة للكربون، تعد الأمازون سدّا رئيسيا في وجه الاحترار المناخي العالمي.
غير أن العلماء يحذرون من أن إزالة الغابات تقربها بشكل خطر من "نقطة حرجة" تموت الأشجار من بعدها وتعيد إطلاق مخزوناتها من الكربون في الجو وما يترافق معها من تداعيات كارثية على المناخ.

ارتفعت الانبعاثات الكربونية من الأمازون بنسبة 117 بالمئة في 2020 مقارنة بالمعدل السنوي للفترة من 2010 إلى 2018، وفق أحدث بيانات الباحثين في الوكالة الوطنية للفضاء البرازيلية.
وقال لولا السياسي اليساري المخضرم الذي عاد إلى السلطة في كانون الثاني/يناير، إنه يعتزم العمل مع الأعضاء الآخرين في المجموعة، بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغويانا والبيرو وسورينام وفنزويلا، لتطوير حوض الأمازون من "دون تدميره".
ومن المتوقع أن يناقش القادة استراتيجيات لمحاربة إزالة الغابات والجريمة المنظمة والسعي للتنمية المستدامة للمنطقة التي تعدّ 50 مليون شخص، من بينهم مئات من الشعوب الأصلية التي تعد بالغة الأهمية لحماية الغابة.
وستختتم القمة بإعلان مشترك يُتوقع أن يكون "طموحا" وأن تضع "جدول أعمال لإرشاد الدول في السنوات القادمة" بحسب المسؤولة في وزارة الخارجية البرازيلية غيزيلا بادوفان.
جريمة في الأدغال
تعهدت البرازيل التي تضم 60 بالمئة من مساحة الأمازون، القضاء على إزالة الغابات غير الشرعي بحلول 2030 وتحض الدول الأخرى على أن تحذو حذوها.
والدافع الرئيسي لإزالة الغابات مزارع تربية الماشية، ويفاقمها أيضا مزيج من الفساد وقضم الأراضي والجريمة المنظمة التي تمتد براثنها إلى الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والأسلحة والخشب والذهب.
في البرازيل، أكبر دولة مصدرة في العالم للحم البقر والصويا، تسبب تدمير الغابات في خسارة نحو خُمس الغابة الاستوائية المطيرة.
لكن بعد ارتفاع بنسبة 75 بالمئة في المعدل السنوي لإزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية خلال عهد بولسونارو (2019-2022)، تظهر مؤشرات على تحسن.
فقد تراجعت إزالة الغابات من كانون الثاني/يناير لغاية تموز/يوليو بنسبة 42,5 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقبيل القمة دعت أكثر من 50 مجموعة مدافعة عن البيئة حكومات دول الأمازون لتبني خطة "لمنع وصول الأمازون إلى نقطة اللاعودة".
وتدعو العريضة التي نشرت في مرصد المناخ الدول للانضمام لتعهد البرازيل القضاء كليا على إزالة الغابات بحلول 2030 وتعزيز حقوق السكان الأصليين وتبني "تدابير فاعلة لمحاربة الجرائم البيئية".
وقال لولا الخميس إنه واثق من أن "للمرة الأولى وبشكل مشترك ومتماسك" ستقر المنطقة "بمسؤولية" محاربة الجريمة المتفشية في الغابة الاستوائية المطيرة.
- مشكلة العالم -
يصرّ لولا على أن مسؤولية إنقاذ الأمازون تقع على عاتق العالم بأسره.
وقال الأربعاء "يتعين على العالم أن يساعدنا في الحفاظ على الأمازون وتنميتها".
وشددت عالمة المناخ في جامعة أنتيوكيا في كولومبيا باولا آرياس على أن الماشية والمحاصيل التي يتم إنتاجها في الأمازون يتم تصديرها في أكثر الأحيان إلى الخارج.
وقالت إن إزالة الغابات "ليست مسؤولية دول الأمازون وحدها (بل) يتحملها قطاع الصناعة الزراعية العالمي الذي يولّد أرباحا لدول الشمال. تلك الصلات بأوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا يجب أن تكون جزءا من النقاش".
من المقرر أن يحضر القمة ستة رؤساء دول فيما تتمثل الإكوادور وسورينام على المستوى الوزاري.
ودعيت النروج وألمانيا، المساهمان الكبيران في صندوق الأمازون البرازيلي لحماية الغابات، إلى جانب فرنسا التي تضم جزءا من الأمازون من خلال أراضي غويانا الفرنسية.
كما دعت البرازيل أيضا إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية اللتان تضمان غابات استوائية مطيرة للحضور.