فيلم أوبنهايمر، قطعة فنية سينمائية جديدة للمخرج كريستوفر نولان، مُقتبَسة عن السيرة الذاتية للعالم الفيزيائي روبرت أوبنهايمر؛ مخترع القنبلة الذرية التي استُخدمت سلاحاً في هيروشيما وناکازاکي خلال الحرب العالمية الثانية، وقتلت آلاف الضحايا. تتداخل في الفيلم ثلاثة خطوط درامية تتّبع مراحل تطوير أوبنهايمر للقنبلة الذرية في مشروع مانهاتن السري، والاستخدام العسكري والسياسي للقنبلة في الحرب، وحياة أوبنهايمر الإنسان/العالم والذنب الذي حَمَله عقب انشطار القنبلة في اليابان.
وُجِّهت العديد من الانتقادات لفيلم أوبنهايمر فحواها أن الفيلم يتجاهل قصة ضحايا القنبلة الذرية، المباشرين منهم أو الذين سُمِّمت حياتهم بسبب تعرُّضهم لإشعاعات اختبارات القنبلة الذرية، كما أنه يُبرِّىء عالم الفيزياء الأبيض من تورطه في اختراع قنبلة كان يعلم مسبقاً العواقب الكارثية لاستخداماتها.
وبحسب ما ذكر الكاتب نبيل محمد في مراجعته لفيلم أوبنهايمر«للتبرئة مكانها في الفيلم، وبأساليب فجّة في بعض الأحيان، لكنّها بلا شك انعكاسٌ للمنطوق الشعبي أصلاً تجاه أوبنهايمر، أو تجاه أولئك العلماء الذين استُخدمت أبحاثهم في دمار البشريّة: إنهم ليسوا سوى علماء، أما وأنَّ أبحاثهم استُخدمت في مجازر الإبادة الجماعيّة، فهذا يتبع لقذارة السياسة».
استُخدمت السيرة الذاتية لعالم الفيزياء في الفيلم كبوابة لمراجعة التاريخ، أما الجدل الدائر حول تبرئة صنّاع الفيلم لمخترع القنبلة الذرية، فإن تشابك الثنائيات؛ الفيزياء مقابل السياسة، قيمة حياة البشر مقابل التطور العلمي، وتحقيق انتصارات الحروب على حساب العيش المسموم، جعلَ من محاكمة روبرت أوبنهايمر أمراً غير محسوم أبداً، على الأقل سينمائياً.
ننصحكم-نّ بقراءة مراجعة الفيلم كاملةً منشورةً على موقع الجمهورية في قسم ثقافة تحت عنوان : محاكمة سينمائية للعلم والتاريخ.