رثـــــــــــــــــــــــ اء بـغــــــــــــــــــــــ ـــــــداد
بكيت بغداد واسفي لماضيـــها
قد اوغل الغدر حطم كل مافيها
بكــــــيت بغـــــداد تاريخ اقدسه
من الرشيد الى المنصور بانيها
كانت منارا لكل الناس شامخة
واليوم امست غراب البين ينعيها
باعوك بغداد بئس السعر ما خجلوا
وكيف يخجل من لا اصل له فيها
وقد تعاموا عن التاريخ ما حسبوا
ان الخـــــــيانة عـــار من يدانيها
ملىء البوادي جيوش الكفر قد حضرت
دليلها الساسة العملاء تهديها
نحو الخراب الى بغداد يفرحهم
قتل الالوف وقد هدت مبانيها
تبكي اليتامى وتصرخ من مصيبتهم
اما الارامل فما جفت مأقيـــــها
بشرى اليتامى من المحتل يجعلهم
خمسة ملايين قد زادت مآسيها
اما الارامل فمليونين ما نقصت
تشكوا من الحال للرحمن باريها
اما حسبتم بان الله سائلــــــــكم
عن كل قطرة دم سالت بواديها
بغداد بيعت على الميزاد صارخة
الله اكبر تصرخ عند شاريــــــها
اماكفاكم بما قد حل في وطــــــني
من الخراب الى الى تهجير من فيها
واحر قلبي على بغـــــداد يأسرها
احفاد كسرى وقيد الاسر يدميها
وقد تناسوا اشـــــــــقاء لها عرب
كم من مواقف من بغداد للاعراب تهديها
في كل قطر لنا تاريخ يذكرنا
من الجزائر الى صنعاء حتى الشام ترويها
سلوا سيناء من كانت فوارسها
يوم الوطيس ومن كانت حواديها
سلوا الاردن والجولان تنبؤكم
كيف الجحافل من بغداد قد سارت لتحميها
روت التراب دماء الجند من بلدي
مثل السحاب اذا لبت دعاويها
هو العراق رجال تنتخي شيما
عند النزال اذا نادى مناديها
سابور عاد بثأر كان يحمله
ضد العروبة ظنا منه يسبيها
وكيف تسبى عروبتنا وان بها
محمد خير خلق الله حاديهاوهاديها
فلا وربك يا بغداد ما انحنيت
هامات اهلك وما دانت نواصيها
وان اهلي من الانبار قد سرجوا
خيل المثنى وساروا نحو داعيها
وقد اناخت حوادي الركب تتبعهم
جحافل النصرتعلوها سواريها
واقسموا ان يصلوا الفجر نافلة
عند الشواطيء يا دجلا فحييها
اما الشهيد فطوبى روحه جعلت
حواصل الطير في الجنات تأويها
والباذلين من الاموال يخلفه
رب البرية وعد منه يعطيها
وفي اللسان جهاد فيه مثوبة
ان قال حق فعند الله ظاهرها وخافيها
سيندم الناس يوما ساء موقفهم
ويفرح البعض يوم النصر ما اسعد ملاقيها
ولا تنفع الاعــــــــــذار ممن تورطوا
فذاك قصاص القوم والتاريخ قاضيها
__________________