هل رغوة البول طبيعية؟ ومتى يجب أن تقلقي؟
نشر في :
28 يوليو 2023
قد لا تكونين ممن ينشغلون بفحص شكل ومظهر البول بعد الانتهاء من قضاء الحاجة، لكن في بعض الأحيان قد يلفت انتباهك وجود رغوة، وهو ما قد يجعلك تشعرين بالقلق.
وجود فقاعات بيضاء كثيرة بعد الانتهاء من التبول من الأمور التي تثير الربكة والحيرة، وتدفع الكثيرين للتساؤل عن السر وراء حدوثها، وما إن كانت ترتبط بثمة مشكلة صحية قائمة أو محتملة.
وبينما قد تشير الأسباب الأقل خطورة لذلك البول الرغوي إلى احتمالات من ضمنها استخدام منتجات تنظيف كاشطة في المرحاض قبل التبول مباشرة، أو الإصابة بحالة جفاف، أو تناول بعض الأدوية أو حتى مجرد محاولتك الانتهاء من التبول بشكل سريع، فإن الأسباب الأكثر خطورة قد تشير لاحتمال وجود بروتين زائد في البول، وهو ما قد يكون سببه الإصابة بمرض كلوى متقدم.
وقال بهذا الخصوص يعقوب ليس، طبيب أمراض الكلى في مركز كير ماونت الطبي بمدينة نيويورك "في الظروف العادية، لا تسمح مرشحات الكلى لجزيئات البروتين في الدم من المرور والوصول في الأخير إلى البول، وزيادة البروتين في البول هو في العموم دليل على حدوث تلف أو تسرب بمرشحات الكلى، لكن لا داعي للتسرع والذهاب إلى طبيب بمجرد مشاهدة رغوة في البول، لأنها في حال كانت مشكلة ناتجة عن مرض في الكلى، فستكون هناك بعض القرائن التي من ضمنها وجود رغوة باستمرار، حدوث تورم في الساقين واليدين وكذلك ألم في منطقة أسفل الظهر".
متى يتعين القلق بشأن أمراض الكلى؟
وجود بروتين زائد في الكلى مجرد علامة دالة على الإصابة بأمراض الكلى. لكن من الوارد ألا ينتبه الناس لمعظم الأعراض، وذلك لأنهم يميلون في الأساس للربط بينها وبين أسباب أخرى.
وعلق على ذلك دكتور جوزيف فاسالوتي، كبير الأطباء لدى مؤسسة الكلى الوطنية في الولايات المتحدة، بقوله: "هناك عدد من العلامات الجسدية التي تدلل بوضوح على الإصابة بأمراض الكلى، لكن الناس يعزونها في بعض الأحيان إلى حالات أخرى. فضلًا عن أن الأشخاص المصابين بأمراض الكلى لا يشكون من الأعراض إلا في المراحل المتأخرة للغاية، حين تصاب الكلى بفشل أو يتواجد البروتين بنسبة مرتفعة في البول. وهذا سبب من الأسباب التي توضح السر وراء عدم إدراك 90 % من المصابين بأمراض الكلى المزمنة أنهم مصابون بها من الأساس".
ولهذا لو كنت تشتبهين في الإصابة بأمراض الكلى، فيجب أن تنتبهي لباقي الأعراض، مثل احتباس السوائل في اليدين، الساقين، الوجه والمعدة، الشعور بتعب واضطرابات النوم، جفاف البشرة وتهيجها، وجود دم في البول وحدوث تقلص في العضلات. وحينها سيقوم الطبيب بفحص مستويات البروتين الموجودة في البول بعد تلقيه العينة اللازمة وبعدها التشخيص ثم العلاج.
وينصح في العموم بضرورة الإسراع في التشخيص وتلقي العلاج، خاصة أن رغوة البول هي عادة من العلامات الدالة على وجود مشكلة خطيرة في الكلى. وفي تلك المرحلة، قد يكون غسيل الكلى هو المسار الرئيس الواجب اتباعه جنبًا إلى جنب مع الأدوية. وفي حالة اكتشاف المرض في وقت مبكر، فسيتركز المسار العلاجي على بعض الأدوية مع إدراج بعض التغييرات في نمط الحياة كتناول طعام منخفض الصوديوم، وضبط ضغط الدم والمداومة على ممارسة الرياضة.