العنف العائلي او المنزلي سببا من اسباب الطلاق
المحامي فارس ابراهيم الدوله
رغم اني لا اميل الى الكتابة المناسباتية او السنوية التي لا تثير المسألة الا يوم ذكراها ثم يطويها النسيان حتى موعد الذكرى في السنة التالية او الموالية، الا اني اجد نفسي مدفوعا حتما للحديث عن المواضيع التي تهم المواطن العراقي بشكل عام ومنها ما يتعلق بموضوع الطلاق .
أحيانا كثيرة نسمع في الحالات التي نسمع عنها في المجتمع ان احد يطلق زوجته بغرض الاضرار بها او الاضرار باهلها او الانتقام من فعل صدر بحقه من اهلها ولاسباب اخرى متعلقة بالزوج تقوم الوزجة بطلب الطلاق كالعنف الجسدي والمسائل المالية وغيرها من الاسباب التي تؤدي الى الطلاق او الانفصال. أخواني وأخواتي ان ظاهرة الطلاق أصبحت ظاهرة خطيرة ضيعت ابناء الامة شتت الاسر، اصبح وضعنا يرث له بسبب كلمة تفوه بها الاب ولم يحسب عواقبها، كم من شاب وفتاة ضاع مستقبلهم بسبب طلاق الاب والام لم يعد هنالك رقيب ولا حسيب يراقب تصرفات الانباء ويوجههم. ومن واجبنا كمسلمين الاهتمام بامور أخواننا المسلمين ومساعدتهم وحل مشاكلهم على قدر المستطاع يجب أن نحد من هذه الظاهرة قبل أن تتفاقم وتتكاثر. يجمع غالبية الإحصائيات في عالمنا العربي وخاصة في العراق وبعد عام 2003 تحديدا على ارتفاع معدلات الطلاق، فلماذا تنتهي هذه الزيجات بالانفصال؟ الكثير من الدراسات المتعلقة بالعلاقات الزوجية توصلت إلى أسباب مشتركة تؤدي إلى انهيار هذه العلاقات، وفيما يلي احد هذه الاسباب .
العنف العائلي او المنزلي
يشكل العنف العائلي او المنزلي ضد الزوجة سببا من اسباب الطلاق في معظم بلدان العالم. ان العنف العائلي او المنزلي ضد الزوجة يشمل مجالا واسعا من التصرفات الذي يقوم بها الزوج بهدف اخضاع الزوجة لارادته واذلالها او اكراهها على القيام باعمال لا ترغب الزوجة بالقيام بها او التهويل عليها او ظلمها او ايذائها نفسيا وجسديا او اساءة معاملتها. بعض الرجال لا يدركون ان العلاقة الحميمة هي علاقة قائمة على الحب والمودة والاحترام المتبادل بين الطرفين فمعظم الرجال يتعاملون مع الزوجة على انها وسيلة او اداة للمتعة فقط حتي لو كانت هذه المتعة قائمة على اساليب مختلفة كالضرب والاهانة في المعاملة وهذا ما يسمى العنف العائلي. ان العنف العائلي يتعارض تماما مع المعنى الاسمى للعلاقة الزوجية الصحيحة فهو صدمة قوية جدا بالنسبة للزوجة لانها دائما ترسم حياة معينة ومختلفة بعد الزواج لكنها تصدم عندما تتقابل مع العنف. وان العنف العائلي في معظم احواله واشكاله يقع من الزوج على الزوجة وفي اوقات قليلة او حالات نادرة تقع من الزوجة على الزوج وهذه تعتبر صدمة كبيرة بالنسبة للزوج لان المراة او الزوجة بطبيعتها رقيقة فالرجل يقلق منها ويصدم من تحولها المفاجئ. ان العنف العائلي له درجات منها المقبولة ومنها الغير مقبولة وله اشكاله منها اساءة معاملة الزوجة جسديا (العنف الجسدي) ويعني استخدام القوة الجسدية للمرأة وهو أكثر أشكال العنف وضوحاً .العنف اللفظي ويعد من أشد أنواع العنف خطراً على الصحة النفسية للمرأة وهو أكثر أنواع العنف شيوعاً في كافة المجتمعات الغنية والفقيرة. العنف النفسي والعاطفي والذي من شأنه التقليل من أهمية المرأة من خلال إطلاق بعض الألقاب عليها ونعتها بصفات لا تليق بكائن بشري و يعرف أيضاً العنف النفسي على أنه أي سلوك يعمل على منع المرأة بالقيام من ممارسة أعمال ترغب بالقيام بها مثل اكمال التعليم , أو الخروج للعمل أو التزويج رغم عنها. العنف الجنسي و من أشكال هذا العنف الاغتصاب و أي قول أو فعل يمس كرامة المرأة و يخدش خصوصية جسدها. العنف باستخدام الأولاد وذلك بجعلها نشعر بعقدة الذنب تجاه اولادها وتهديدها بحرمانها من رؤية اولادها وتوبيخها وضربها واذلالها على مرأى من اولادها. أما من ناحية الاكراه والتخويف والتهويل وذلك باكراهها على القيام بتصرفات واعمال تؤذي نفسها بنفسها وارغامها على القيام بأعمال غير مقبولة وتخويفها بنظرات مرعبة وتصرفات ينتج عنها تهويل كبير.العنف الإجتماعي ويعني حرمانالمرأة من ممارسة حقوقها الإجتماعية و الشخصية و انصياعها لمتطلبات الرجل الفكرية و العاطفية , و محاولة الحد من امخراطها في المجتمع و ممارسة أدوارها مما يؤثر في استقرارها الإنفعالي . العنف المادي أو الاقتصادي ويتمثل ذلك بالبخل و حرمان الزوجة أو افبنة من المصروف و ذلك لإذلالها وزيادة شعورها بأنها لا تستطيع العيش دونه إذا لم تكن تعمل أما إذا كانت تعمل فأنه يتمثل بحرمانها من راتبها بطريقة صرفه. العنف الصحي ويعني حرمان المرأة وخاصة الزوجة من الظروف الصحية المناسبة لها وعدم مراعاة الصحة الإنجابية لها و عدم سماح الزوج لزوجته بزيارة الطبيب أثناء الحمل .