الغيره والشك الزائد سببا من اسباب الطلاق
المحامي فارس ابراهيم الدوله
الغيره غريزة فطريه خلقها الله داخل كل شخص منا مثلها مثل الكثير من المشاعر والأحاسيس الموجود في داخلنا. ولكنه شعور مؤلم إذا تعدى حده وزاد عنه. كثيراً ما نرى المشاكل تنشأ بين الزوجين وبين المحبين بسبب الغيرة وقد تطغى هذه الغيرة أحياناً وتصل إلى حد الشك والظن والحرمان. وربما ينتهي الحب بين الآخرين بسبب هذه الغيرة إذ أنها قد تولد انعدام الثقة بينهم، فالمرأة التي لا همَّ لها سوى تعقُّب حركات زوجها، وتتبُّع أخباره، والتشكُّك في كلّ تصرفاته، والغيرة من معارفه وأصدقائه هي إمرأه سيئه وبأفعالها تلك تنفصم عُرَى المحبّة والثقة بينها وبين زوجها وهذه ما تسمى الغيره العمياء.
الغيرة مطلوبة في الحياة الزوجية من كلا الطرفين ، فهي تضفي بعض التوابل على الحياة الزوجية،، كأن يغير الزوج من كل من يحاول خدش حياء، أو مس كرامة الزوجة بالقول أو الفعل. ولكن يجب أن يكون ذلك باعتدال لكن عندما تزيد على حدها ويبالغ فيها تتحول إلى عامل يهدد الحياة الزوجية. والطلاق سيتوقف على الطرف الآخر وعلى قدرته على تحمل هذه الغيرة القاتلة.
كذلك فإن عدم الغيرة الكامل من طرف الزوج أمر منهي عنه، مثلاً أن لا يأبه الزوج إذا ما تعرضت زوجته لمضايقات أو تعمد أحد أن يخدش حياءها لفظاً أو عملاً. أو تعرض لسمعتها أو طلب منها طلباً أو راودها عن نفسها تحت سمعه وبصره أو شجعها على التعرف أكثر على شخص معين أو حضها على الرذيلة. كل هذه الأشياء منهي عنها، وإن لم يقف الزوج عند حده فيجب مفارقته. فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة ومنهم الرجل" الديوث"، وهو من يعلم بأن زوجته تقترف الفاحشة فلا يفعل شيئا، بل يشجع عليها.
ولعلاج هذه الحالة الغير الطبيعية نقترح للزوجين مايلي:
- عدم اعطاء أي طرف الفرصة للآخر لكي يشك وذلك بالانضباط في العلاقات الخارجية وعدم التمادي في المزاح ورفع الكلفة للآخر مع الجنس الأخر.
- على الزوج أن يثني على زوجته، ويرفع معنوياتها، ويشعرها دائماً بأنَّ لديها صفات جميلة ليست موجودة عند غيرها، ويذكرها بأنّ الغيرة قد تفقدها ثقتها بنفسها وتهدم بيتها.
- ان تكون الزوجة صريحة مع الزوج عندما يسألها مع من كانت وعن أي شيء تحدثت، ولا تبادر باتهامه بأنه يشك في إخلاصها و في عفتها.
- عدم الاندفاع في شتّى الأمور.. فالتأنِّي والتحرّي خيرٌ من الاندفاع وسوء الظن.
- على كلا الزوجين أن يمنح الآخر ثقته ويحسن معاملته، حتى تسير دفّة الحياة في خير وسلام.
- على الزوجة أن لا تتبسط أكثر من اللزوم مع الغرباء. وأن تحتشم في لبسها وتصرفاتها وألفاظها وهى تتحدث إليهم.
- الابتعاد عن كلّ سبب مباشر قد يشعل الغيرة المذمومة في نفس الطرف الاخر.. كأن تتصرَّف بعض التصرُّفات التي تثير الشك والظنون.
- الاعتراف بالخطأ إذا كانت غيرتك في غير موضعها، وحاولي إصلاح ما أفسدتِ.. والأهم من ذلك عدم ت. الخطأ مرة أخرى.
- الصراحة التامة مع الزوجة في مع من كان، وأين، وما حدث. بل يطلب منها مرافقته إن كانت الظروف تسمح بذلك، لأن في ذلك طمأنة لها على حسن نواياه.