سقوط قتلى وسط أوكرانيا والضربات الروسية تدمر 180 ألف طن من الحبوب بتسعة أيام

قتل ستة أشخاص بينهم فتاة ووالدتها ووقع عشرات الجرحى إثر ضربة على مبنى سكني بوسط أوكرانيا نفذتها روسيا ردا على هجمات بمسيرات على موسكو. وكان مسؤول روسي محلي قد أعلن وقوع هجوم أوكراني بطائرة مسيرة استهدف مركزا للشرطة الروسية بمنطقة بريانسك الحدودية، من دون أن يسفر عن ضحايا. وعلى جانب آخر، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن الضربات الروسية دمرت محاصيل حبوب تقدر بنحو 180 ألف طن متري في غضون تسعة أيام. كما أعلنت كييف توقيع اتفاقين الأول مع كرواتيا لتصدير الحبوب والثاني مع تركيا لبناء مركز خدمة لإصلاح وصيانة طائرات مسيرة.

نشرت في: 31/07/2023



أصيب مبنى سكني بصاروخ روسي، في كريفي ريه، أوكرانيا، 31 يوليو/ تموز 2023. © خدمات الطوارئ الأوكرانية / رويترز

أصابت ضربة روسية الإثنين مبنى سكنيا في أوكرانيا موقعة ستة قتلى وعشرات الجرحى، فيما تكثف
روسيا قصفها ردا على هجمات بمسيّرات على موسكو.
ستة قتلى في وسط أوكرانيا بينهم فتاة ووالدتها
في وقت مبكر من صباح الإثنين استهدفت مدينة كريفي ريغ مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الواقعة في وسط البلاد بصاروخين روسيين. دمر أحد الصاروخين قسما كاملا من مبنى ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم فتاة تبلغ عشر سنوات ووالدتها وإصابة 75 بجروح، بحسب المسؤول عن الإدارة العسكرية لهذه المدينة أولكسندر فيلكول، والذي أضاف أن معظم الجرحى يعالجون في منازلهم ويبقى عشرون منهم "في المستشفى" بينهم اثنان "في حال الخطر".
أما الصاروخ الثاني فقد أصاب مبنى مؤسسة تعليمية. وقال زيلينسكي عبر فيس بوك "لقد أصابوا مبان سكنية ومبنى جامعيا... للأسف هناك قتلى وجرحى" منددا بـ"الإرهاب الروسي".

روسيا تكثف ضرباتها
روسيا التي لا تعترف أبدا بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين، اعترفت من ناحية أخرى بتكثيف عمليات القصف على أوكرانيا مع تبريرها. وصرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الإثنين في كلمة ألقاها أمام مسؤولين عسكريين أن "كثافة ضرباتنا على المنشآت العسكرية الأوكرانية، بما فيها تلك التي تدعم هذه الأعمال الإرهابية، ازدادت بشدة". جاء ذلك ردا على الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأراضي الروسية.
ووقعت ضربات بمسيرات في الأسابيع الأخيرة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، وكذلك في مناطق روسية كما حصل الأحد في موسكو حيث تضرر مبنيان في حي للأعمال بشكل طفيف.
وعلق فولوديمير زيلينسكي الأحد على هذا القصف مؤكدا أن الحرب وصلت "إلى روسيا". وحذر الرئيس الأوكراني من أنه "تدريجيا، الحرب تعود إلى أرض روسيا، (تطال) مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية، وهذا مسار لا مفر منه، طبيعي، وعادل بلا ريب". وأكد أن "أوكرانيا تصبح أكثر قوة"، مع تنبيهه إلى أن على كييف أن تستعد لهجمات جديدة تستهدف بناها التحتية في مجال الطاقة في الشتاء المقبل.
من جهته، أكد وزير الدفاع الروسي أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ مطلع حزيران/يونيو بعد أشهر من التحضير، "غير ناجح" وأن الأسلحة الغربية "لم تؤد إلى نجاحات" بل "ساهمت فقط في إطالة أمد النزاع". وفي وقت سابق أكد الكرملين أن الهجمات الأوكرانية على العاصمة الروسية بمثابة "عمل يائس" من جانب أوكرانيا بسبب نكساتها في ساحات المعركة.
"نجاح" الجيش الأوكراني
بالمقابل، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار "نجاح" الجيش الأوكراني لا سيما في الجنوب حيث قضمت قوات كييف بعض الأراضي خلال شهرين. وذكرت أن الهجوم الجاري في هذه المنطقة سمح الأسبوع الماضي بـ"تحرير" 12,6 كيلومترا مربعا من الأراضي التي احتلتها القوات الروسية أو ما مجموعه 204,7 كيلومترات مربعة منذ بدء هجوم كييف.
تتقدم القوات الأوكرانية ببطء لأنها تواجه خطوط دفاع روسية قوية: الخنادق والكمائن المضادة للدبابات وحقول الألغام والقصف الجوي. وفي منطقة باخموت (شرق) حيث تدور معارك ضارية، أعلنت نائبة الوزير عن استعادة كيلومترين مربعين الأسبوع الماضي، أي "تحرير" إجمالي 37 كلم مربعا في هذه المنطقة منذ مطلع حزيران/يونيو.
تدمير 180 ألف طن من الحبوب
قالت وزارة الخارجية الأوكرانية الإثنين إن الضربات الجوية الروسية دمرت محاصيل حبوب تقدر بنحو 180 ألف طن متري في غضون تسعة أيام في هذا الشهر. وشنت روسيا ضربات جوية على البنية التحتية في الموانئ الأوكرانية عدة مرات بعد انسحابها من اتفاق حبوب البحر الأسود الذي كان يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بأمان.
موانئ كرواتية لتصدير الحبوب
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بلاده اتفقت مع كرواتيا على إمكانية استخدام الموانئ الكرواتية على نهر الدانوب والبحر الأدرياتيكي لتصدير الحبوب الأوكرانية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، انسحبت روسيا من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، مما حرم أوكرانيا من استغلال منفذ حيوي لتصدير منتجاتها الزراعية بأمان خلال وقت الحرب.
وقال كوليبا بعد لقاء مع نظيره الكرواتي جرليك رادمان في كييف "سنعمل الآن على إنشاء أكثر الطرق كفاءة إلى هذه الموانئ لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الفرصة". وأضاف "كل باب مفتوح هو مساهمة حقيقية وفعالة في الأمن الغذائي العالمي".
وتعتمد أوكرانيا حاليا على طرق التصدير البرية عبر دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى طريق بديل عبر نهر الدانوب. ونفذت روسيا هجمات على البنية التحتية على طول نهر الدانوب في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال كوليبا إن ملف الأسلحة تصدر محادثاته مع نظيره الكرواتي. وتابع دون الخوض في تفاصيل "سأقول فقط إن هناك اتفاقات محددة ستُنفذ قريبا".
مركز لصيانة الطائرات المسيرة
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية الإثنين إن الوزارة وقعت اتفاقا مع شركة بايكار ماكينا التركية لبناء مركز خدمة لإصلاح وصيانة الطائرات المسيرة في أوكرانيا.
وتسعى كييف إلى تعزيز إنتاجها المحلي من الطائرات المسيرة لبناء "جيش" منها في ظل معركتها ضد القوات الروسية التي غزت البلاد في فبراير/ شباط 2022.
ونقل الموقع الإلكتروني للوزارة عن المسؤول الكبير بها كوستانتين فاشينكو قوله لشركاء أتراك "إنشاء مركز خدمة سيكون مساهمة كبيرة في تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا وسيساعد في تقريب انتصارنا".
وكثف الأوكرانيون إنتاجهم المحلي من الطائرات المسيرة بشدة. وقال ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء المسؤول عن "جيش الطائرات المسيرة" الأسبوع الماضي، إن أكثر من عشرة آلاف شخص تلقوا تدريبا على تشغيل الطائرات المسيرة وهناك عشرة آلاف آخرين يخضعون للتدريب.
واستخدمت كل من القوات الأوكرانية والروسية مجموعة واسعة من الطائرات المسيرة لأغراض الاستطلاع والهجوم خلال الحرب.
ونقلت وسائل الإعلام الأوكرانية في وقت سابق هذا الشهر عن وزير الصناعات الاستراتيجية أولكسندر كاميشين قوله إن شركة بايكار ماكينا بدأت في بناء مصنع لإنتاج طائرات بيرقدار المسيرة في أوكرانيا.
استهداف مركز شرطة روسي
استهدف هجوم أوكراني بطائرة مسيرة مركزا للشرطة الروسية في منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا ليل الأحد الإثنين، وفق ما أعلن مسؤول محلي.
وقال حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز إن "القوات الأوكرانية هاجمت خلال الليل مقاطعة تروبتشفسكي... أصابت طائرة مسيرة مركز الشرطة في هذه المقاطعة. لا ضحايا"، مشيرا إلى تعرض النوافذ وسقف المبنى لأضرار جراء الهجوم.
ومنذ بدء أوكرانيا هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها مطلع حزيران/يونيو، تزايدت الهجمات بالطائرات المسيرة على الأراضي الروسية أو شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
أعلنت السلطات الروسية الأحد أنها أحبطت هجومين ليليين شنتهما طائرات أوكرانية مسيرة على موسكو التي أقفل مطارها الدولي لفترة وجيزة، وعلى شبه جزيرة القرم، من دون أن يتسببا في وقوع إصابات.
وكانت الهجمات التي تستهدف موسكو ومنطقتها، الواقعتين على مسافة حوالى 500 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا، نادرة في مطلع الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022. إلا أنها تزايدت في الأشهر الماضية، وكان من أبرزها هجوم استهدف الكرملين في أيار/مايو.