حــــكاية خــــــــــــادم …
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺳﻜﻴﺮﺍً ﺩﻋﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ، ﻟﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ … !!
ﻭﺩﻓﻊ ﻟﺨﺎﺩﻣﻪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻟﻴﺸﺘﺮﻱ ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻛﻬﺔ ﻟﺠﻠﺴﺎﺋﻪ ،
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﺰﺍﻫﺪ " ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ "
ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻣﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ ﻟﻔﻘﻴﺮ ﻏﺮﻳﺐ ، ﺃﺩﻋﻮ ﻟﻪ ﺃﺭﺑﻊ ﺩﻋﻮﺍﺕ ،
ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ :
ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮ لك .. ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ،
ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ .
ﻭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ .
ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ : ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭ ﻟﺴﻴﺪﻱ ﻭﻟﻚ ﻭﻟﻠﻘﻮﻡ ،
ﻓﺪﻋﺎ ﻟﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ ..
ﻭﺭﺟﻊ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻟﺴﻴﺪه ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺄﺧﺮﺕ ، ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ .. ؟
ﻓﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻪ ﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ،
ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﺭﺑﻊ ﺩﻋﻮﺍﺕ ، ﻓﺴﻜﻦ ﻏﻀﺐ ﺳﻴﺪه،
ﻭﻗﺎﻝ : ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﺍﻷﻭﻟﻰ ..؟
ﻗﺎﻝ : ﺳﺄﻟﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﻌﺘﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ : ﻗﺪ ﺃﻋﺘﻘﺘﻚ، ﻓﺄﻧﺖ ﺣﺮ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ..؟
ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﻥ ﻳُﺨﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ : ﻟﻚ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﺭﻫﻢ ..
ﻗﺎﻝ : ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ..؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ،
ﻓﻄﺄﻃﺄ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﺑﻜﻰ ﻭﺃﺯﺍﺡ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻛﺴﺮﻫﺎ، ﻭﻗﺎﻝ : ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﺃﻋﻮﺩ ﺃﺑﺪﺍً .
ﻭﻗﺎﻝ : ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻋﻮﺗﻚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ..؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻚ ﻭﻟﻠﻘﻮﻡ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ : ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ،
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻠﻐﻔﻮﺭ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ..
ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ،
ﺳﻤﻊ ﻫﺎﺗﻔﺎ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﻪ : ﺃﻧﺖ ﻓﻌﻠﺖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻟﻴﻚ،
ﺃﺗﻈﻦ ﺃﻧﺎ ﻻ ﻧﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻟﻴﻨﺎ .. ؟
ﻟﻘﺪ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻭﻟﻠﻐﻼﻡ ، ﻭﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﺭ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ .
الدعــــــــاء عبـــــادة ..
ﻳﺘﻔﻖ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﻤﺔ ﻭﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﻷﺧﻴﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ،
ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺮﺩﻭﺩه ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .