لم يعُد لي مأوى ..
الأهلُ موطنٌ من أمان .. و أنا لا وطنَ لي ..
أبي .. كم كانَ قاسياً معي .. فلطالما بكيتٌ ليالٍ دون دموع .. لأن دموعي جفت حتى الصّباح ، بينما هو نائم في فراشهِ الدافئ، فكيفَ أجدّدُها؟
ذهب! و لم آخذ ذاك الحنان الذي لطالما تمنيتهُ ولو لمرة .. وفي النهاية أحزنُ أنا ..
لا بأس ..
واسيتُ نفسي ، و قلتُ أمي هنا .. و لكن أين؟
هي لم تسمعني .. أغشت آذانها عن سمعي .. ووصفت شكواي بالهُراء ..
كأن الأبناء لا مشاعر لهم ..
إنّي موجَعٌ ، فأين أذهب؟
أبي قص جناحي .. و أمي ساندتهُ بقص الآخر ..
وبعدها طلبو مني أن اطير .. لا بل و بكل قسوة ..
أما أنا فقفزت .. و لم تكن عندي جناحات لأطير .. فكُسِر جزءٌ مني .. هو قلبي
فكيف يُرَممُ؟
أخبرتها بهمي مرة أخرى .. لأن أمي ثم أمي .. فطعنت السّيف حيثُ الألم ..
و أخبرتها مرةً أُخرى ، لأن أمي ثم أمي ثم أمي .. فرشت ملحاً على جُرحي و زادَ همي ..
هي لم تفهمني .. هي غابت عني .. كانت تحفر كلماتها بداخلي كلما تكلمت ، لم تكُن كلمات ، بل كانت شظايا في داخلي ، في أعماق البئر الذي حفرته هي ظناً منها أنها مجرد كلمات ..
في الواقع .. كل كلمة يقولها الأهل تؤثر على أبنائهم ، إنها ليست مجرد كلمات ..
لذا اختاروا كلماتكم بعناية ، حاولوا أن تأخذو مشاعرهم بجدية و أن تحاولوا فهمهم ..
فشخصيتهم في المستقبل تتعلق بتعاملكم معهم و بالبيئة التي عاشوا بها ..
الأهل موطنٌ من أمان ، فأعطونا ذاك الأمان!
منقول