كان لقاءنا تحت المطر .. غير أي لقاء ..
كانت دموعي تنهمر .. و كان يمسحها المطر ..
قلت لي لا تبكي .. ولا أدري كيفَ رأيتَ دموعي ..
كان المطرُ يُخفيها ..
لم تُعطني مظلة .. صرتَ تقفُ معي .. و تبللتَ أنت تحت المطر ..
ذاك الغريبُ عزفَ الناي ، وأنت نظرتَ بعيناي ..
و رقصنا على أوجاعنا ..و عزفنا على أوتارِ الألم ..
خطواتُنا ثابتة و الزمنُ يتباطئ .. وكُلُّ من حولنا لا وجود لهُ .. كأنَ الوجوهَ بلا وجود ..
فقط أنا و أنت .. و موسيقى الناي كذلك ..
فقط دمعي و المطر و صوت الناي و أنت ..
كان يُعجبني هذا الجو الشاحب اللون .. وكانَ يُسعدني هذا الواقعُ الواهن ..
أصبحتُ أحب الشتاء ..
كلما خرجتُ للمطر .. كنت واقفاً لتتبلل معي ..
و تراقصنا معاً على أوجاعنا .. و تعالت أصوات ذلك اللحن .. و نسينا أين نحن .. و مر بنا الزمن خلال يوم واحد ..
في كل مرة نلتقي تمر علينا عدة سنين خلال عدة ساعات..
حل الصيف .. ولم تَعُد أنت ..
و ها أنا بانتظارِ الشتاء .. لم تنهمر دموعي مُذ رحلت ..
هل تُكابرُ على نفسك البقاء .. أم اطمئننت علي بأن رحل الشتاء و من ثُم رحلت .. أحِبُكَ بكُلِ الفصول .. فلا تُطِل الغياب .
بالمناسبة أنا لا أستطيع دفنك سوى في قلبي .. فلا تطلب مني أن أصدق رحيلك بلا عودة.
منقول