كَرْبْلْاء: فَجِيْعَةٌ انْشِطَارِيَّة
أحمد فتح الله
٢٩ يوليو ٢٠٢٣ ـ ٠٤:٠٤ م
كَرْبْلْاء: فَجِيْعَةٌ انْشِطَارِيَّة
مَا لِي كَئِيْبٌ ضَجِرٌ مُؤَلَّمُ؟
هَلْ جِئْتَ فِي حُزْنِكَ يَا مُحَرَّمُ؟
يَا كربَنا ... هَلْ رَجَعَتْ عَشْرَتُكَا
مَاذا أفَاقَ داخلِي أُنْسَ البُكَا؟
قَدْ كَانَ ظَنِّي أَنَّهُ غَادَرَنِي
إِذْ مَلَّ دَمْعَ لَوعَتِى وَالْحَزَنِ
وَإِذْ بِهِ يَهْمِسُ لِي فِي الْفَجْرِ
"قُمْ نَنْدُبَ الْحُسَيْنَ كُلَّ الْعَشْرِ"
"إِنْ كُنْتَ مَحْزُونًا فَكَيْفَ تَرْقُدُ؟
هَلَّا بَكَيْنَا مَنْ بَكَاهُ أَحْمَدُ؟"
قَدْ فَرَّ مِنِّي الصَّبْرُ إِذْ حُزْنِي غَلَا
عَلَى وحيدٍ غالهُ غدرُ الملا
فِي كَرْبَلَا مَصَائِبٌ تُدْهِشُنِي
فِي كَرْبَلَا مَجَازِرٌ تُفْجِعُنِي
فَكَرْبَلَا تُذْهِلُ لُبَّ العَاقِلِ
وَكَرْبَلَا تُفْطِرُ قَلْبَ الْبَاسِلِ
مِنْ أَيْنَ يَبْدَأُ الْأَسَى فِي كَرْبَلَا؟
وَأَيْـنَ يَنْتَهِي؟ فَكُلُّهَا بَلَا
لَا عِلْمَ لِي هَذَا البُكَا مَاذَا عَلَى
مَا قَبْلَهَا؟ أَثْنَاءَهَا؟ أَو مَا تَلَى؟
فَمَا الَّذِي يُحْزِنُنِي بِالضَّبْطِ؟
وَمَا الَّذِي يُؤْلُمُنِي فِي نَبْطَي؟
هَلْ نَثْرُ أَعْضَاءٍ بَقَتْ فَوقَ الثَّرَى؟
كَزَهْرِ رَوضٍ ذَابِلٍ مَا أَزْهَرَا
بحُمْرةٍ ورأسُها المَقْطُوعُ
رَمْزُ فِدًى عَلَى الْقَنَا مَرْفُوعُ؟
طعنُ يتيمٍ فوق صدرٍ يَضجَعُ؟
هُناكَ قلبٌ للحنانِ مَنْبَعُ
جَلْسَةُ رِجْسٍ فَوقَ صَدْرِ الطَّاهْرِ؟
أَمْ رَضُّهُ بخَيْلِ بَاغٍ غَادِرِ؟
دَهْشَةُ زَيْنَبٍ بِأَرْضِ الطَّفِّ؟
أَسِبْطُ أَحْمَدٍ قَضَى بِهَذَا الْعُنْفِ؟
هَلْ ذُلُّ نِسْوَانٍ بِحُقْدٍ ثَابِتِ؟
أَمْ سَوقُهَا إِلَى عَدُوٍّ شَامِتِ؟
تُسْبَى حَفِيْدَةُ النَّبيِّ الْهَاشِمِي؟
يُؤتى بِها مَجْلِسَ وَغْدٍ غَاشمِ؟
هَلْ رَوعُ أَطْفَالٍ بِبَطْشٍ حَاقِدِ؟
ذُهُولُهُمْ مِنْ جُرْمِ وَحْشٍ فَاسِدِ؟
هَذِا يَسِيرٌ مِنْ رَزَايَا كَرْبَلَا
تَذْكرةٌ لِمَن يَظُنُّ قَد سَلَا
أَيُّ الرَّزَايَا سَيّدي تُشجُيكَا؟
وَاحِدَةٌ؟ أَمْ كُلُّهُا تُبْكِيكَا