ست الحبايب.. تتربع على عرش أغاني عيد الأم طيلة 55 عاما
… ما زالت أغنية الفنانة الراحلة فايزة أحمد ست الحبايب التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسين عاما متربعة حتى اليوم على قمة الأغنيات التي تمتدح الأم والأمومة.
ومع حلول عيد الأم الذي تحتفل به كثير من الدول اليوم 21 مارس (آذار)، ترتبط الأغنية بهذه المناسبة، وتعد الأغنية الرسمية لهذا اليوم، حيث تذيعها غالبية الإذاعات والقنوات الفضائية، رغم محاولات الكثير من الفنانين الغناء للأم إلا أن أحدا لم يستطع منافسة فايزة أحمد وأغنيتها.
الطريف، أن الأغنية استغرقت كتابتها خمس دقائق فقط من مؤلف كلماتها الشاعر حسين السيد، الذي قام بتأليفها وهو في طريقة إلى والدته يوم عيد الأم عام 1958، حيث تذكر وهو على سلم منزلها أنه لم يشتر لها هدية في ذلك اليوم، فقام بإخراج ورقه وقلم وقام بكتابتها في خمس دقائق، ثم طرق الباب وعندما فتحت له والدته الباب قام بإلقائها عليها فطارت من السعادة، وطلبت منه أن تسمعها في الإذاعة، فقام بالاتصال بالموسيقار محمد عبد الوهاب وقرأها عليه فنالت إعجابه فقام بغنائها على العود، ثم قامت فايزة أحمد بغنائها بعد ذلك.
والسؤال، لماذا لم تظهر أغنية تضاهي أغنية ست الحبايب على مدار هذه السنوات الطويلة؟
يجيب على السؤال الملحن صلاح الشرنوبي، قائلا: سر نجاح (ست الحبايب) صوت فايزة أحمد، والنجاح الرائع للموسيقار محمد عبد الوهاب في أدائها، وأيضا الإذاعة المصرية التي كانت في ذلك الوقت لها قيمتها وجمهورها المتذوق، كما أن الأغنية تحمل كل المعاني الصادقة الطيبة، وألحانها من المقامات الشرقية فيوجد بها حالة من الشجن.. التوليفة والتركيبة كلها أنتجت لتخترق القلوب وتستمر حتى اليوم، أما الآن فيغني المطرب كي يرضي غروره بأنه موجود في المناسبات كي يذكر اسمه فقط دون السعي وراء المنافسة.
ويرى الشرنوبي أن الإنتاج الخاص يلعب دورا رئيسيا في عدم إنتاج أغان تهتم بقضايا المرأة والأسرة، وينصب اهتمامه الأكبر على القالب العاطفي الذي يدر المال، وبالتالي المعاملة مع الفن أصبح سلعة وتجارة، وهو ما أفقد الفن قوالب كثيرة من الموسيقي كالقصيدة والموال.
وأضاف الشرنوبي قائلا إن الإعلام تقع عليه المسؤولية الكبرى في انهيار الموسيقي وفقدان الكلمة المحترمة على حد قوله، ثم يأتي دور الفنان الذي يتحول إلى مواكبة العصر كما فعلت الكثير من الأصوات المميزة في الوقت الحالي.
وبسؤاله لماذا لم يقدم أغنية مماثلة تمتدح الأم، أجاب بأنه حاول تقديم ذلك بالفعل، لكنه فكر في التوليفة من الكلمة واللحن والصوت والتوزيع، ووجد أن المطربين والمطربات يهدفون إلى مواكبة العصر كما فعلت الكثير من الأصوات المميزة في الوقت الحالي بغناء كلمات ترضى بها ذوق الجمهور.
على العكس من الشرنوبي يرى الملحن والمطرب الشاب عزيز الشافعي، أنه توجد أغنيات مميزة عن هذه المناسبة، ولكنها تحتاج إلى أعوام كثيرة كي نذكرها كما نفعل الآن مع ست الحبايب ، موضحا أنه بمرور الزمن سيتأكد ذلك فيما بعد، والأجيال التي ستأتي ستعترف بذلك. ولا يخفي الشافعي توافر عناصر النجاح في أغنية”ست الحبايب” والتي من الصعب أن تتكرر. (النهاية)