بإطلاق ميزة جديدة، اعتبرها البعض ثانوية، يسعى تطبيق "تيك توك" الصيني زيادة قوة منافسته لتطبيقات التواصل الاجتماعي الأميركية، في إطار صراع أوسع بين بكين وواشنطن على عالم التكنولوجيا والدعاية، وفق رأي خبير في التحول الرقمي.
وقبل ساعات أعلنت منصة "تيك توك"، التي تملكها شركة "بايت دانس" الصينية، إطلاق ميزة إضافة كتابة المنشورات النصية بشكل يسمح للمستخدمين مشاركة قصصهم وأفكارهم بطرق مختلفة عن اللي اعتادوها على هذا التطبيق.
وستتيح هذه الخاصية للمستخدمين الاختيار بين مجموعة متنوعة من الخلفيات لمنشوراتهم النصية التي يمكن أن تضم وسوما، فضلا عن إمكانية إضافة الإشارة لمستخدمين آخرين.
ويأتي تحديث تطبيق "تيك توك" بعدما أطلق مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا الأميركية، “ثريدز”، وهو تطبيق نصي آخر لمنافسة "تويتر" الذي يملكه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، في ظل سباق الطرفين لحصد أكبر عدد من المستخدمين، والتأثير في أكبر مساحة من الرأي العام العالمي.
تنافس صيني أميركي
خبير التحول الرقمي وأمن المعلومات، زياد عبد التواب، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية" عن وزن "تيك توك" بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، وعلاقة ذلك بإطلاقه الخدمة الجديدة، وكذلك بالصراع بين بكين وواشنطن على تسيد قاطرة التكنولوجيا والتأثير العالمي:
هو تطبيق للمقاطع المصورة القصيرة والطريفة والغريبة، أطلقته شركة صينية عام 2016 ووصل عدد مستخدميه حاليا إلى مليار و700 مليون مستخدم.
وبإطلاقه ميزة المشاركات النصية، أي إمكانية كتابة نص فقط ونشره، يحاول أن يزيد من المساحة التنافسية مع التطبيقات الأخرى.
لا أعتقد ان ميزة كتابة النص ستضيف الكثير لـ"تيك توك"؛ لأنها كانت ممكنة بوضعها على الصور والفيديوهات، لكن حاليا يمكن وضع المشاركات النصية فقط.
البعد الأهم في الموضوع أن التنافس بين تطبيقات التواصل الاجتماعي بات لا يقتصر على الشركات الأميركية وبعضها، ولكن دخلت الصين حلبة المنافسة، وحلَّ "تيك توك" في المرتبة الرابعة في عالم هذه التطبيقات من حيث الإقبال والشعبية.
هذا الأمر دفع واشنطن لإطلاق حرب على "تيك توك" باتهامه بأنه ينتهك الخصوصية، ويساهم في تسريب البيانات الشخصية لمستخدميه، حتى أنها حظرت عل موظفي الحكومة تميل التطبيق على هواتفهم.
ضمن هذه الحرب، اتهامات أميركية لـ"تيك توك" باستهداف الأطفال بالعنف عبر الألعاب ومقاطع مصورة، وذلك رغم أن هذه المقاطع موجودة في تطبيقات أخرى، وقامت إدارة "تيك توك" بوضع إجراءات لتأمين دخول الأطفال، مثل عدم الاستجابة لمحاولتهم البحث بكلمات دالة عن ألعاب خطرة ومشاهد عنف.