قصيدة الأنصار عليهم السلام
أَسِلِ الدُّموعَ على القبورِ وسلِّمِ
فالدَّمعُ أبْلَغُ من أحاديثِ الفَمِ
وازفِرْ عسى بالآهِ تخرجُ لوعةً
نشِبتْ أظافِرُها بقلبِ مُتيَّمِ
واهاً على تَفْويتِ نُصْرةِ مَنْ بِهِمْ
للضَّوءِ تستهدي نجومُ المِرزَمِ*
أكرِمْ بأبناءِ النبيِّ وهلْ ترى
في الدهرِ مثلَ بَنِيْ النبيِّ الأَكْرَمِ ؟!
هذا الحسينُ نَحَا الطفوفَ بثُلَّةٍ
عُدَّ الفتى فيها ببأسِ عرَمْرمِ
أهلُ الحفاظِ ، فأينَ عنْ حَلَباتِهِمْ
في كربلاءَ "ربيعةُ بنُ مكدَّمِ"**
وَرَدُوا عُطاشى للمنونِ كأنَّما
كانوا رِواءً وهْوَ لهفانٌ ظميْ
ثبتوا بعزْمٍ دونَ أدْنى وَمْضِهِ
يندكُّ منْفطِراً شُمُوخُ يَلَمْلَمِ
إنْ لَمْ أَكُنْ فيهمْ فهذي عبرتي
تجري على أجداثهمْ كالعَنْدمِ
أسمعتَ في الأحبابِ مثلَ حبيبهمْ ؟
وكمسلمٍ أتُرى سمعتَ بمسلمِ ؟
لمَّا هوَى للموتِ خاطبَ خِلَّهُ
أُوصيكَ بالمولى الغريبِ بلا حَمِي..
وكعابسٍ نزعَ الدِّلاصَ* وكرَّ في
أوساطِ معزىً فوجئتْ بالضيْغَمِ
وعلمتَ أُمَّاً بعدَ مقتلِ شبْلِها
رمتِ العَدوَّ برأْسِهِ المُتهشِّمِ
فإذا ثوَوْا وثوى بَنو عَمْرو العُلى
فوقَ البسيطةِ كالنسورِ الجُثَّمِ
قُتِل الحُسينُ وصار نهباً للظُّبا
ونساؤه أمسَيْنَ دونَ مُخيَّمِ
يا ليتَ هبَّ الصحبُ ساعةَ زينبٌ
سُبِيتَ إلى الشاماتِ سَبْيَ الدَّيْلَمِ
حقَّاً حبيبُ ، لقدْ رأتْكَ مُعلَّقاً
ومتونُها السوداءُ تنضحُ بالدَّمِ
حقَّا حبيبُ على بعيرٍ ضالعٍ
حُمِلتْ تُشدُّ بجيدِها والمِعْصَمِ ..
*المِرْزَم : إسم لعدد من النجوم أشهرها المرزمان
**الحفاظ : الذب عن المحارم
ربيعةُ بنُ مكدَّم : أحد أبطال العرب الملقب بحامي الظعائن ، والذي حمى ظعنهُ حيَّاً وميتا.
***الدلاص : الدرع
علي عسيلي العاملي