قبَّلْتُها عند بابِ البيتِ فارتَبَكَتْ
تَلفَّتَتْ حولها مذعورةً وبَكَتْ
تَحَسَّسَتْ شفتيها وهْيَ تَرمُقُني
قالت لعمرُكَ قبلَ اليومِ ما انتُهِكَتْ
ماذا ستفعلُ بي أُمِّي إذا عَلِمَتْ
أنَّ الدِّما في عُروقِ التوتِ قد سُفِكَتْ
ماذا أقولُ وأُمِّي خيرُ واعظةٍ
واللهِ لو عَرَفَتْ عن قُبلتي هَلَكَتْ
ويلاهُ إنْ أَمسَكَتْ في ريبةٍ شَفَتي
واستَنْطَقَتْها بجاهِ المصطفى فَحَكَتْ
فقلتُ قولي تشاجَرْنا بأَعيُنِنا شوقاً
فما نَسِيَتْ شيئاً ولا تَرَكَتْ
حتى إذا استَنفَرَتْ فينا مشاعرُنا
فأعلَنَتْ شفَتانا الحربَ فاشتَبَكَتْ
وعندها ضَحِكَتْ في شِبهِ هلوسةٍ
كأنّها قبلَ هذا اليومِ ما ضَحِكَتْ
يا ويحَ شِعريَ لم يعلمْ بها أحدٌ
لو أنه كَفَّ عنها شرَّهُ وسَكَتْ !
م