تنأى الأسنةُ ما قاربتَها كرماً
كأن جسمَك في طعناتها ضيفُ

كيف استطعت وحيداً نسفَ كثرتهم
هل واحدٌ أنت يا عباس أم ألف؟

بمَ انبريت ؟ بماذا جئت لحظتها؟
حتى يخافَ بدا من نفسهِ الخوفُ

هل كان خلفك رب تستعين به
أم كان ربك قدّاماً فمَن خلفُ؟

من كان يحصدُ زرع السوء عن يدهِ
ليقبلَ العقلُ ما لا يقبلُ الظرفُ

بل أين تجعلُ أجسادَ الذين قضوا
هل كان للخيل في أرسانها رفُّ ؟

وهل غرِقتَ ببحرٍ من أعنتهم
نعم غرقتَ ؛ لأن الكلَّ قد جفّوا

مذ قيدوا الماءَ قال الماءُ معذرةً
فجاء يركض عطشاناً لك الجرفُ

وجاء جرحُك مأخوذاً عليه بهِ
ماذا نقولُ غداً لله يا نزفُ

أكلّما اهتز عرشُ الله تمسكه
متى سينفدُ من أركانك العطفُ ؟

الناس تذرفُ دمعاً وقتَ حيرَتِها
وأنتَ تذرفُ أطرافاً لها ذرفُ

والناس أيضاً سلوك السّيف يقتلهم
إلاك يخجلُ من أبعادك العرفُ

فما أضرّك سيفٌ كي تموتَ بهِ
أماتك الوعدُ للحوراء لا الحتفُ








سراج محمد