خَديجُ أفيقي إنَّ نومكِ ضائرٌ
إلى الحبِّ فلتمضي إليَّ فَبَادِري
ألا إنَّ ليلَ العاشقينَ تَطاولَ
فهل ليلُنا إثرَ التَّمادي بَقَاصِرِ
ألا إنَّني أُفشي ولستُ بسَاتِرٍ
ومن يحفظِ الأسرارَ ليسَ بشاعرِ
فإن لَم أجد خِلًّا أبثُّ إلى السَّما
وتُنشَرُ أبياتي على لحنِ طائرِ
خديجُ أحبِّي ما أُحِبُّ وأبغضي
سأرمي عليكِ العِلمَ مُرًّا لِذَاكِرِ
ألا إنَّ حقَّ الحُرِّ رهنُ الأصاغِرِ
فما إن يُرى مَسلوبَهُ غيرَ قَادرِ
تَتَابَعَ قهرُ العُمرِ أينَ المُساعدُ ؟
وهل يُسعدُ الأحرارَ غيرُ البواتِرِ
فلا مِن قَبيلٍ نصرُهُ ثَمَّ حاضرٌ
ولا مِن صَدِيقٍ ثَمَّ غيرُ خائرِ
جهولٌ ظلومٌ قد أناخَ رِحالهُ
على صَدرِ صَدرٍ يا لَثاراتِ ثَائرِ
أماشي مماتً لا ينافي التَّنفُّسَ
أجاري فأجري نحوَ قلبِ المَخاطِرِ
أقلِّبُ عيني حَولَ نفسي فما أرى
نصيرًا ولا يُرجى قدومٌ لِناصِرِ
تَصبَّرتُ دهرًا إنَّني مُتجالدٌ
وما عِندَ مَقهورٍ ، أغيرُ التَّصابُرِ ؟
فيا ربَّ كلِّ الناسِ طوعًا وَكارِهًا
ويا ربَّ عبدٍ ، نسلِ قيسٍ وعامرِ
أيا عَارفَ القَدرِ الذي أنا أهلُ أهلِهِ
فهل أبلغُ الأسبابَ قهرًا بِقاهِرِ
ألا هل أراني والنُّجومُ مواكبي
وهل أبلغُ الأجرامَ رَغْمَ مُنافِرِ
وسيفي بِكفِّي إنَّ حتفي لَطيبٌ
ويهوي بحدِّ السَّيفِ أهلُ الجَرائرِ
فأعلو ولا يُعلى عليَّ تَفاخُرًا
وأُصلِي ولا أصلى بنارِ التَّفاخُرِ
خَديجُ أديلي من ثَنائِكِ طائفًا
على من سَعى يرجو تَفانِيَ كافرِ
فلا تحسبي أنَّ الغرامَ تهازلٌ
ولا تحسبي أنَّ العُلا طوعُ فاترِ
عبدالعزيز أبو بكر