كتب / سلام عادل

لم تتأخر ايران كثيراً في الرد على بيان القيادة المركزية الامريكية الذي صدر قبل أربعة ايام، والذي كشف عن صدور توجيه عسكري امريكي يقضي بمضاعفة عديد قواتهم في منطقة الخليج، وهو ما يجعل التوسعة العسكرية الامريكية غير مفيدة في ظل جهوزية ايران وقدراتها المتنامية في تحصين نفسها ومواجهة الاعتداءات.

وتضمنت زيادة القوات الامريكية، بحسب الأمر الصادر عن وزير الدفاع الامريكي، الدفع بقوة ردع برمائية الى جانب وحدة مشاة بحرية، حيث ستتواجد هذه القوات في المنطقة الى جانب مجموعة الطائرات المتواجدة أصلاً من نوع أف 35 وأف 16، علاوة على حاملة الصواريخ الموجهة ووحدات اخرى، وذلك من أجل توفير أكبر قدر من المرونة والقدرات البحرية العسكرية.

وتأتي زيادة العديد في القوات الامريكية على خلفية ما تقوله الإدارة في واشنطن، من كون ايران قد قامت خلال العامين الماضيين بالسيطرة على قرابة 20 سفينة تجارية كانت تتحرك في مياه الخليج، ضمن المناطق الواقعة في حدود دائرة عمليات القيادة المركزية الامريكية.

وفي المقابل دشنت ايران سلاحاً بحرياً جديداً أطلقت عليه اسم (صاروخ الشهيد أبو مـ…هدي)، وهو صاروخ من نوع (كروز) يمتلك مواصفات خاصة، من بينها القدرة على تعطيل حاملات الطائرات، ويمكن إطلاقه من الاعماق بواسطة الغواصات، او من السطح عبر السفن، بالاضافة الى المنصات الساحلية.

ويستطيع الصاروخ التحليق بمديات طويلة وبارتفاعات منخفضة، كما أنه يمتلك القدرة على متابعة عدة اهداف والهجوم عليها من الخلف، مما يجعل عملية اعتراضه صعبة للغاية ومعقدة في نفس الوقت، وقد تعجز القدرات العسكرية الامريكية على مواجهة هذا النوع من الجديد من الاسلحة في ظل عدم حصول اختبارات سابقة معه.

وتقصدت القيادة الايرانية المتمثلة بالجناح الثوري إطلاق اسم قائد الحشد الشعبي العراقي (الشهيد ابو مهدي) على هذا الصاروخ، كتكريم له، وسيضاف الصاروخ لترسانة الردع العسكرية التي تتميز بها ايران في منطقة مياه الخليج.

وتدّعي الإدارة الامريكية على لسان قائد القوات المركزية الجنرال مايكل إيريك كوريلا، أن زيادة القوات الامريكية يأتي لضمان أمن أحد أهم الممرات المائية في العالم، إضافة الى توفير قدرات مميزة تعمل جنباً الى جنب مع ما تصفهم الإدارة الامريكية بالشركاء في المنطقة، لحماية التدفق الحر للتجارة الدولية.

وترتبط الممرات المائية في الخليج، على وجه الخصوص، بالتبادلات التجارية الاسيوية - الافريقية، في حين لا تمثل شيئاً للولايات المتحدة الامريكية، ولهذا سعت الصين الى طرح معادلة أمنية خاصة في الخليج تحت عنوان "حزام الأمن البحري"، عبرت من خلاله عن مخاوف حقيقية تتعلق بإمدادات النفط الخام المصدَّر من الخليج، والتي تُعد الصين احد اكبر المشترين له.

وتشترك دول مجلس التعاون الخليجي مع العراق في هواجس الأمن هذه، باعتبار أن العراق يمثل ثاني اكبر منتج للنفط في أوبك، وتمثل الممرات البحرية بالنسبة له منفذ التصدير الاساسي الى الاسواق الاسيوية حصرياً، فيما تعتبر المملكة العربية السعودية المنتج الأول، ومن هنا يتحتم على الدولتين التوجه لعقد شراكة أمنية مع ايران تكون قاعدتها الاساسية إخراج الطرف الغريب من المعادلة، وهو (الامريكان)، وهذا ما سوف يحصل في ظل وجود الصاروخ الايراني الذي يحمل عنواناً عراقياً