مراقبة
سيدة صغيرة الحجم
تاريخ التسجيل: September-2016
الدولة: Qatif ، Al-Awamiya
الجنس: أنثى
المشاركات: 23,030 المواضيع: 8,248
صوتيات:
139
سوالف عراقية:
0
مزاجي: متفائلة
المهنة: بيع كتب
أكلتي المفضلة: بحاري دجاج ،، صالونة سمك
موبايلي: Galaxy Note 20. 5G
آخر نشاط: منذ 11 دقيقة
«فيديو» ”عيش المحموص“.. وجبة شهية تحاكي السواد والحزن في عاشوراء
«فيديو» ”عيش المحموص“.. وجبة شهية تحاكي السواد والحزن في عاشوراء
انتصار آل تريك، تصوير هاشم الفلفل - تاروت
٢٦ يوليو ٢٠٢٣ ـ ٠٥:٠٢ م
- ابتكرته جزيرة تاروت خلال المئة سنة الماضية وانتشر في بقية المناطق.
- ارتبط لون ”المحموص“ بالسواد الغالب في شهر محرم الحرام.
- ويقوم باعداده الطهاة المتطوعون ويوزعونه مجانا رجاء الثواب والشفاعة.
”اللي يعزي واللي ما يعزي ياكل عيش الحسين“.. مثلٌ شعبي سائد في القطيف يرمي إلى مدى توفر طعام بركة الإمام الحسين للجميع دون استثناء سواء حضروا للعزاء أم لم يحضروا وخاصة في موسم عاشوراء.
ويأتي على رأس الأطعمة العاشورائية التي تزخر بها المضائف الحسينية الطبق الأشهر في المنطقة وهو ”عيش المحموص“. ومفردة العَيش يقصد بها الرز باللهجة المحلية.
وعَيشُ المَحمُوص أو عَيشُ الحُسَين، كما يحلو للأمهات تسميته، هو وجبة مكونة من الأرز والبصل المحمص إلى درجة كبيرة تلامس حد السواد ومنه تكتسب الوجبة لونها الداكن.
ويقوم الطهاة المتطوعون من أهالي المنطقة على اعداد ”المحموص“ ويوزعونه مجانا على المعزين في الحسينيات والأحياء المجاورة رجاء الثواب من الله والشفاعة من الإمام الحسين.
ويسود الإعتقاد بأن ”عيش المحموص“ وجبة ابتكرها أهالي جزيرة تاروت بمحافظة القطيف خلال المئة سنة الأخيرة ومنها انتشر إلى باقي المناطق.
وفي حديثه“ ذكر المعلم محمد المصلي، الفنان التشكيلي المهتم بالتراث، بأن ”المحموص“ ظهر أول مرة في الفترة بين الحربين العالميتين وهي الفترة التي انتشر فيها الرز بعد أن كان سلعة نادرة.
متى ظهر المحموص
ويقول المصلي بأن المحموص بلونه البُنّي الغامق المائل إلى السواد جاء ليجاري الحزن والسواد في العشرة الأولى من شهر محرم ذكرى استشهاد الإمام الحسين.
وأضاف المصلي الذي يتولى رئاسة الجمعية السعودية للفنون، بأن أهالي تاروت الذين كان أغلبهم من صيادي الأسماك كانوا يفضلون تناول المحموص مع السمك إلى إمتد طهيه لاحقا مع الدجاج واللحم.
والتقطت عدسة الزميل الفوتوغرافي هاشم الفلفل منذ أيام مشاهد إعداد ”عيش المحموص“ في مأتم الحاج مسلم حسن القروص في تاروت.
وأظهرت المشاهد مراحل إعداد المحموص منذ ساعات الفجر الأولى من تقطيع البصل وتحميصه الذي يستغرق وقتا طويلا وغسيل الرز ثم اضافته إلى مزيج البصل وإعداده بعناية إلى ساعات ما قبل الظهيرة حيث موعد التوزيع.
ويخلو طبق المحموص من أي منكّهات أو ألوان صناعية.
واعتاد الطهاة ومعاونوهم العمل على وقع القصائد الحُسينية بأصوات الرواديد المعروفين.
مجاعة
ونفى المعلم المصلي على نحو قاطع صحة المزاعم بشأن ارتباط ظهور ”عيش المحموص“ بوقوع المجاعة أو الفقر المدقع في المنطقة.
وأكد بأن محافظة القطيف لم تصبها المجاعة مطلقًا لكونها بيئة زراعية غنية بالماء وتغطيها أشجار النخيل وسائر المزروعات الموسمية.
وأكمل ”أبو إسلام“ متحدثا عن تاريخ ”عيش الحسين“ قائلًا ”لم يعد المحموص يرتبطا بمنطقة معينة دون غيرها فقد بات موروثا تأثرت به مناطق عديدة“.
محط استغراب الوافدين
ويثير عيش المحموص استغراب الوافدين على المنطقة خاصة لجهة لونه البني الغامق المائل للسواد.
ويذكر المصلي تجارب مع المدرسين العرب العاملين في مدارس القطيف الذين كان المحموص الداكن يثير الستغرابهم فيتذوقونه بحذر ثم سريعا ما يستطيبون مذاقه المُحبب ونكهته المتميزة.
ولفت إلى أن هالي جزيرة تاروت يقومون بتوزيع ”البركة“ على جميع المناطق المجاورة، وتتم مشاركة أهالي دارين وعنك بتناول ”عيش المحموص“ الذي يلاقي استحسانهم ويحرصون على تناوله سنويا.
ويشير الباحث المصلي إلى وجود طهاة في جزيرة تاروت معروفين بطهي المحموص مثل ”أبو زيد“ و”الگندي“ و”السيد“ وغيرهم الذين اشتهروا بإعداد المحموص في المواسم الدينية.
ومع طوفان الأطعمة الحديثة والمطاعم المتكاثرة تبقى بعض الأكلات الشعبية موروثًا مرتبطًا بتاريخ المنطقة وعلى رأسها ”عيش المحموص“ الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من مناسبة عاشوراء