كيف تؤثر الصدمة على الأطفال في المدرسة؟
- 24 يوليو 2023
كيف تؤثر الصدمة على الأطفال في المدرسة؟
غالباً ما يعاني الأطفال من الصدمة، عندما تكون هناك إساءة استخدام أو إهمال مستمر. يمكن أن يكون هذا عنفاً في المنزل أو في حيهم. فتؤثر على تصرف ونفسية الطفل في الفصول الدراسية. على شكل سوء سلوك أو حتى اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إليك علامات الصدمة التي يلفت نظرك إليها الأطباء والمتخصصون، قبل افتتاح المدارس.
تعتبر الصدمة تحدياً خاصاً للمعلمين للتعامل معها لأن الأطفال في كثير من الأحيان لا يعبرون عن الضيق الذي يشعرون به بطريقة يسهل التعرف عليها - وقد يخفون آلامهم بسلوك عدواني أو بغيض. لأنهم يعانون بصمت.
يمكن أن يساعد تحديد أعراض الصدمة لدى الأطفال على فهم هذه السلوكيات المربكة. ويمكن أن يساعد في تجنب التشخيص الخاطئ، حيث يمكن أن تحاكي هذه الأعراض مشاكل أخرى، بما في ذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه واضطرابات السلوك الأخرى. وتشمل معوقات التعلم التي يعاني منها هؤلاء الأطفال ما يلي:
1 - صعوبة تكوين الروابط
صعوبة تكوين الروابط
يعاني الأطفال الذين تعرضوا للإهمال أو سوء المعاملة من مشاكل في تكوين علاقات مع المعلمين، وهي خطوة أولى ضرورية في تجربة الفصل الدراسي الناجحة. لقد تعلموا أن يكونوا حذرين من البالغين، حتى أولئك الذين يبدو أنهم يمكن الاعتماد عليهم، حيث تم تجاهلهم أو خيانتهم من قبل أولئك الذين يعتمدون عليهم. ومثل هؤلاء الأطفال ليس لديهم أحد يثقون به لطلب المساعدة، ولا يتمكنون من تطوير ارتباطات آمنة مع البالغين في حياتهم.
أحد التحديات في تقديم هذا الدعم هو أنه عندما يسيء الأطفال التصرف، غالباً ما تستخدم مدارسنا أنظمة تأديبية تتضمن العقوبة والتجاهل والتهميش بدلاً من معالجة مشاكلهم. المدارس لديها القليل من الصبر على الأطفال الذين يستفزون ويدفعون الكبار الذين يحاولون مساعدتهم.
لذلك حسب رأي الاختصاصيين النفسيين، أن المدارس تحتاج إلى العمل معهم لتغيير سلوكهم. وبدلاً من القفز مباشرة إلى العقوبة وخصم النقاط أو سحب الامتيازات، لابد من محاولة التعرف على الأسباب العاطفية وراء سلوكهم، حيث يساعد التعرف على المشاعر وتسميتها على دفعهم للتعبير عنها بطريقة أكثر ملاءمة، وهي الخطوة الأولى الضرورية لمساعدة الأطفال على تعلم التعبير عن أنفسهم بطرق لا تنفر من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتهم ويبعدهم عنهم.
2 - ضعف التنظيم الذاتي
- ضعف التنظيم الذاتي
غالباً ما يواجه الأطفال المصابون بصدمات نفسية مشكلة في إدارة المشاعر القوية. فالمواليد مثلاً يعملون على تهدئة أنفسهم، بمساعدة الكبار، عندما يوفرون لهم أجواءً آمنة.
في الفصل الدراسي ، يحتاج المعلمون إلى دعم هؤلاء الأطفال وتدريبهم على طرق تهدئة أنفسهم وإدارة عواطفهم. بأن يكونوا شركاء في إدارة سلوكهم، حيث يأتي التنظيم المشترك قبل التنظيم الذاتي. هم يحتاجون لتعلم السيطرة على مشاعرهم، والتهدئة عندما يعانون من الإرهاق.
3 - يعانون من التفكير السلبي
يعانون من التفكير السلبي
التحدي الآخر للأطفال المصابين بصدمات نفسية هو أنهم يطورون الاعتقاد بأنهم سيئون، وما حدث لهم هو خطؤهم. هذا يؤدي إلى توقع أن الناس لن يحبوهم أو يعاملوهم بشكل جيد. حيث يقول الطفل في نفسه: "أنا طفل سيء. لماذا أبلي بلاءً حسناً في المدرسة؟ الأطفال السيئون لا يقومون بعمل جيد في المدرسة ".
يميل الأطفال المصابون بصدمات نفسية إلى أن يكونوا عدائيين، فهم يسمعون عبارة المعلم: " اجلس في مقعدك، على أنها غير عادلة. لذلك سوف يتصرفون بسرعة مع الانفعال، فهم يرون السلبية حتى لو كان الأستاذ محايداً، لمواجهة هذا التفكير السلبي، لا بد من التعرف على أنماط تفكيرهم وتغييرها، فالأطفال الذين يتعرضون للإساءة في منازلهم، لا يتمكنون في بعض الأحيان من المشاركة في أنشطة الفصل لأنهم يصابون بالشلل بسبب الخوف من ارتكاب خطأ، وهذا يمكن أن يجعلهم يبدون معارضين، والخطأ الذي قد يبدو تافهاً بالنسبة لنا يتضخم عندهم، خوفاً من غضب الكبار أو عقابهم.
إنهم لا يحتاجون فقط إلى الدعم لتحقيق نجاحات تدريجية يمكنهم البناء عليها في الفصل الدراسي، ولكنهم بحاجة إلى المساعدة في رؤية أن ارتكاب الخطأ جزء ضروري من التعلم.
4 – هم مصابون باليقظة المفرطة
هم مصابون باليقظة المفرطة
أحد الأعراض الكلاسيكية للصدمة هو اليقظة المفرطة، ما يعني الانتباه المفرط للخطر. فهؤلاء الأطفال متقلبون، ولديهم رد فعل مفاجئ مبالغ فيه. يمكن أن يكون لديهم بعض السلوكيات الكبيرة الخارجة عن السيطرة، لأن استجابتهم للقتال أو الهروب قد توقفت.
وهذا يمكن أن يبدو مثل فرط النشاط، ما يؤدي إلى إصابة الأطفال الذين أصيبوا بصدمات نفسية بالخطأ بتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يمكن أن يؤدي الاضطراب المزمن إلى صعوبة في النوم والتهيج المزمن. هنا لا بد من مساعدتهم على الاستقرار والتواصل مع شعورهم الكبير.
5 – لديهم تحديات في تنفيذ وظائفهم
لديهم تحديات في تنفيذ وظائفهم
تؤثر الصدمات المزمنة على ذاكرة الأطفال وقدرتهم على الانتباه والتخطيط والتفكير في الأمور والوظائف التنفيذية الأخرى. قد يعاني الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وكذلك الصدمات من ضعف في هذه المهارات بشكل خاص.
لا تؤثر صعوبة التخطيط على إكمال المهام في المدرسة فحسب، بل تؤثر أيضاً على قدرة الطفل على التخطيط لسلوكه، واتخاذ قرار بشأن أفضل طريقة للتعبير عن احتياجاته ومشاعره.
أحد الأشياء التي تميل إلى إزعاج الأطفال الذين تعرضوا لصدمة نفسية هي صعوبة التنبؤ بالمستقبل وعدم معرفة ما سيأتي هو أمر مزعج للأطفال ويتسبب بقلقهم. ويفقدون القدرة على السرد الذاتي ولا يعرفون ما يحتاجون إليه أثناء قيامهم بمهمة ما. إنها مهارة يتعلمها الأطفال الصغار من الاستماع إلى والديهم اللذين يتحدثان معهم عندما يكونون أطفالاً.
6 – يميلون إلى لفت الانتباه
يميلون إلى لفت الانتباه
يميل الأطفال الذين عانوا من الإهمال المزمن إلى جذب الانتباه من خلال نوبات الغضب، واستفزاز البالغين الذين يعتمدون عليهم بدلاً من الالتزام بالتوقعات. وهنا لا يكفي مدحهم على السلوك المرغوب الذي قاموا به، ولكن لا بد من التعبير عن الدفء واللطف ليشعروا بالحب، كأن يعطى الطفل 5 دقائق فقط من الانتباه الشديد، وهذا يبعدهم عن عادات التصرف الغريبة لجذب الانتباه.