دستور قد امتد على مدى البصر
بين بحرها ونخيلها دستور – بقلم عبد الرسول الغريافي
أعني “القطيف” وحتى سبعينات قرن العشرين الماضي ومن سيهاتها حتى صفواها، لمن لم يشهد ذلك العصر…
هو ذاك الشريط المتقطع الذي كان يفصل بين غابات نخيلها وأشجارها المتنوعة في الشرق وبين خضم بحرها،،،
هو الطريق الذي حين تسلكه بعد أن تتراجع مياه البحر للتو من مده إلى جزره ، عليك ان تحترس من أن تنزلق إحدى رجليك تارة إلى البحر عن يمينك -مثلا- وتارة عن يسارك شطر غابات النخيل وذلك لضيق هذا الطريق الذي لايتجاوز عرضه -أحيانا- عدة سنتيمترات مع أنه احيانا يأخذ في الإتساع حتى يصل الى عشرات الامتار…
“إنه الدستور”
ولكن مهلا! عندما يقال عنك إنك سائر في الدستور فإلى أين سينتهي بك؟
بحر وبساتين نخيل وطريق ضيق بينهما..هو الدستور والممتد في الجهة التي بين الكويكب والشريعة كان ذلك حتى ١٩٧٧.
نعم الدستور وهو نفسه الذي يطلق عليه أحيانا الجارم (أو اليارم) أيضا، إنه طريق يمتد من شرق خصاب سيهات جنوبا حتى شرق دبدابة صفوى شمالا ولعله توغل إمتداده نحو الشمال إلى أكثر من ذلك خلال قرون مضت،،،
بحر وغابات نخيل وطريق بينهما على مدى كيلومترات.
وعلى مدى ذلك الإمتداد من الجنوب الى الشمال فإنه يمر بك على عدة مناطق وقرى وأحياء من نهاياتها الشرقية المتاخمة للبحر بدءا من حي الخصاب ثم باتجاه الشمال إلى عنك مرورا بالعياشي ،تلك المنطقة الخصبة أرضها والممتدة من عنك جنوبا وحتى الشويكة شمالا فيمر هذا الدستور مجتازا بين بساتين الشويكة والبحر فالكويكب ثم الشريعة والقلعة وأحيانا ينقطع بك طريق الدستور هذا.
هكذا هي القطيف كانت بدستورها بين بحر ونخلة وشجرة.
دعنا نقفز الآن الى اليمين بإتجاه الشرق حيث جزيرة تاروت من واجهتها الغربية الى جهتها الشرقية حيث سنابس أو جهة الشمال حيث مزارع وبساتين تاروت التي تتخذ نفس النظام -اعني نظام الدستور الممتد بين البحر والنخيل أيضا.
وعلى ضفاف جزيرة تاروت راح الدستور يلفها من كل جانب.. بين البحر وبساتينها.
هيا نعود من جزيرة تاروت لنواصل مسيرتنا عبر هذا الدستور بين بساتين القديح الشرقية فالعوامية حيث أرض الرامس ومابعدها بمحاذاة حي الريف والمتضمن لمزارع الغميري وما جاورها، وهنا نتوقف قليلا حيث تنقطع خضارة بساتين النخيل الشرقية والمطلة على البحر بين العوامية وصفوى وينقطع معها هذا الدستور لبضعة كيلومترات…
هكذا لاح الوداع في بدايته بين بحر ونخل على ضفاف بحر القطيف.
ولكن استمراريته تعود بنا ثانية حيث بساتين صفوى الشرقية من بدايتها المتاخمة للبحر من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها بين البحر والزرع.
المؤرخ الأستاذ عبد الرسول الغريافي