شعر: د. حمود الخلاف
صوت: وائل حبّال
من دونِ قصدٍ قد أُتيحَ لِقاؤنا
والدَّهرُ يَمنعُ تارةً ويُتيحُ
لِيُجدَّدَ الجُرحَ القديمَ وُقُوفُكِ
قِبَلي ... فأنظرُ باسِماً وأشيحُ
في داخلي طِفلٌ يُريدُ حَنانَكِ
لكنهُ يأبى الخضوعَ جَريحُ
سُجنَ الهوى بالقلبِ حِينَ رأيتُكِ
ناداكِ من خَلفِ الضُّلوعِ يَصيحُ
ويكادُ يَفضَحُني الحنينُ بأدمُعٍ
وكأنّ روحي في اللقاء تسيحُ
فأسيرُ عنكِ مُبْعِداً مُبتسَّماً
فأنا لأجلكِ باسِمٌ وذبيحُ
إنّي جريحٌ في هواكِ مُكابِرٌ
فالوجهُ عُرسٌ والفؤادُ ضريحُ
قد لاأُرَى إلا بَشُوشاً باسِماً
لكنَّ جَفني بالسُّهادِ قريحُ
كيفَ الـمَنامُ إذا التَّذَكُّرُ زَائري
ما جَنَّ ليلٌ أو هَفا بهِ ريحُ
تَدرينَ أني في هَواكِ مُتيَّمٌ
يَكفي اللبيبَ إلى الهوى تَلميحُ
والحُبُّ يَعقِلُ في الـمُحبَّ لسانَهُ
ولو اْنَّهُ مِثلُ النُّحاةِ فَصيحُ
ولقد قرأتِ من العيونِ رَسائلي
فيها خِطابٌ بيَّنٌ وصَريحُ
لكن تَجاهلتِ وتِلكَ مَذلّةٌ
والذُّلُّ عارٌ بالكريمِ قَبيحُ
يبقى القبيحُ إلى النفوسِ مُبَـغَّضاً
حتى وإن فَعلَ القبيحَ صَبيحُ
وتَجاهُلُ المحبوبِ جُرجٌ بالِغٌ
ولربّـما قَـتَلَ الفتى تَجريحُ
جُرْحُ الفتى في القلبِ يُمرِضُ روحَهُ
يُضنِيهِ لو جَسدُ الـمُحبَّ صَحيحُ
تَسوَدُّ ألوانُ الحياةِ بِعينهِ
ويَضيقُ رَحبٌ بالجريحِ فَسيحُ
عنكِ ابتعدتُ مُـجرَّحاً مُتصبَّراً
والبُعدُ عن جُرحِ الحبيبِ مُريحُ
والنفسُ نائيةٌ إذا ما أُوذِيَتْ
يُنئي الفتى عنهُ الأذى ويُزيحُ
بعضُ الـمَعاركِ قد تَفوزُ بها الظَّبا
والليثُ مُصروعٌ بِها وطَريحُ
لولا الإلهُ لما استبحتِ حُرمةً
للقلبِ ... لكنَّ الإلهُ يُبيحُ
ليتَ المبيحَ لكِ الفؤادَ يُميتُهُ
كي يستريحَ من الهوى ويُريحُ
هذه دماءٌ من جَريحٍ سُطَّرت
شِعراً حزيناً
بَثَّهُ التَبريحُ