من اهل الدار
ادارية سابقة
تاريخ التسجيل: November-2012
الدولة: بغــــــــــــــداد
الجنس: أنثى
المشاركات: 48,535 المواضيع: 8,156
صوتيات:
85
سوالف عراقية:
13
مزاجي: صامته.. و لم اعد ابالي
المهنة: مصورة شعاعية
أكلتي المفضلة: شوربة عدس .. وعشقي لليمون
آخر نشاط: 1/June/2024
العنف اليومي يحكم حياة العراقيين بعد عشر سنوات على الغزو
برغم تراجع معدلاته عن سنوات ماضية
العنف اليومي يحكم حياة العراقيين بعد عشر سنوات على الغزو
تغيرت ملامح وجه أم خضير، واغرورقت عيناها بالدموع وهي تستذكر الانفجار الذي وقع قرب عربتها التي تبيع عليها الخضار في بغداد، قبل ان تقول "ظننت انني سأموت".وبالرغم من مرور شهر على التفجير الذي استهدف سوقا للطيور في الكاظمية شمال بغداد، لا تزال أم خضير تتذكر الهجوم بكل تفاصيله، في استعادة لحدث دام يتكرر يوميا في العراق منذ اسقاط نظامه السابق عام 2003.
وقالت ام خضير وهي تتأمل النعناع الذي تبيعه "رأيت شظايا تتطاير في كل مكان، ورأيت اشخاصا اصيبوا جراء الهجوم وسيارات محطمة في كل مكان".
وانفجرت سيارتان مفخختان في الثامن من شباط/فبراير في سوق شعبي في منطقة الكاظمية التي تسكنها غالبية شيعية في شمال العاصمة، ما ادى الى مقتل 17 شخصا واصابة 45 اخرين بجروح.
وفي دكان قريب، جلس جواد الذي اصيب في الهجوم مع والده يرتبان صناديق الفواكه التي يبيعانها بالجملة والمفرد.
وقال جواد (21 عاما) لفرانس برس "كنت احاول اعادة ترتيب صناديق الموز عندما وقع الانفجار. للوهلة الاولى، لم اشعر باني اصبت، وفكرت في شقيقي الذي كان في سيارته في الموقف القريب حيث وقع الهجوم".
واضاف "ذهبت لاتفقده لكنني لم اجده. ثم تلقينا اتصالا من المستشفى حيث قالوا لنا: انه هناك يتلقى العلاج، وحينها وقع الانفجار الثاني".
ونجا جواد من الهجومين بعدما اصيب بحروق في اسفل قدمه، لكن والده، ضرغام، عبر عن وجهة نظر قاتمة تجاه العنف الذي قد يترصد مجددا ابناءه في المستقبل.
وقال لفرانس برس بعصبية من خلف مكتب صغير تحيط به صناديق الفواكه "كل يوم اسوأ من اليوم الذي يسبقه. بتنا اهدافا للتفجيرات في كل الاوقات، وما عدنا نشعر بالامان". وتابع "احيانا استيقظ على صوت انفجار، لأتبين انني كنت احلم".
وبالرغم من ان معدلات العنف اليومي تراجعت في العراق خلال السنوات الاخيرة، الا انها تبقى مرتفعة جدا مقارنة باي بلد اخر، حيث يقتل المئات كل شهر وفقا لحصيلة شهرية تعدها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية.
ومنذ غزو العراق عام 2003، قتل ما لا يقل عن 112 الف مدني، بحسب ارقام منظمة ايراك بادي كاونت التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، بالاضافة الى الاف العناصر من القوات الامنية، ونحو 4800 جندي اجنبي، غالبيتهم العظمى من الاميركيين.
واوضحت المنظمة في تقرير اصدرته قبل ايام ان بغداد كانت على مدار السنوات العشر الماضية ولا تزال المنطقة الاكثر خطورة في البلاد حيث قضى نحو 48 بالمئة من العدد الاجمالي للقتلى، فيما كان الصراع الطائفي بين 2006 و2008 الاكثر دموية.
وقتل خمسون شخصا على الاقل واصيب اكثر من 170 بجروح في هجمات متفرقة في العراق أمس الثلاثاء، عشية الذكرى العاشرة للغزو.
وهجمات يوم أمس التي لم تتبناها اي جهة حتى الآن، علما ان تنظيم القاعدة في العراق عادة ما يتبنى هجمات مماثلة، هي الاكبر في يوم واحد منذ التاسع من ايلول/سبتمبر حين قتل 76 شخصا.
ومع اقتراب الذكرى العاشرة للغزو، تصاعدت اعمال العنف اذ قتل 114 شخصا في اسبوع في العراق، فيما قتل منذ بداية شهر اذار/مارس الحالي 194 شخصا بحسب حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية.
وبرغم استمرار اعمال العنف، نادرا ما تحتل اخبار هذه الهجمات العناوين، حيث باتت امرا روتينيا تعود عليه معظم العراقيين حتى تكيفوا معه.
ويقول دبلوماسي غربي رفيع المستوى: ان حال البلاد الغنية بالنفط لن تتغير حتى يقوم قادة العراق باصلاح مؤسساتهم بغية معالجة جذور واسباب اعمال القتل اليومية هذه، والتي تحمل غالبيتها خلفية طائفية.
وقال نائب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق جورج بوستين لفرانس برس ان "الرد على العنف يكون بالحل السياسي".
وتحدث بوستين عن ضرورة اصلاح القضاء وضمان وجود تمثيل عادل للاثنيات والقوميات والطوائف المتنوعة في مؤسسات الدولة.
ودعا الى "ايجاد مؤسسات قوية تخدم الناس، وضمان عدم خرق حقوق الانسان، واعادة فرض القانون"، معتبرا ان "كل هذه الامور ستساهم في خلق نظام سياسي يقود نحو تراجع للعنف".
وفي الزاوية التي تبيع منها الخضار في الكاظمية، تبكي ام خضير عندما تتذكر التفجيرات الكثيرة التي نجت منها، وبينها تلك التي قتل فيها افراد من عائلتها.
وتقول وهي تحاول حبس دموعها من دون جدوى "ذهبوا كلهم. انتهى كل شيء، ولن يعودوا".
الصباح