إسرائيل: احتجاجات بعد موافقة الكنيست على بند أساسي في مشروع تعديل النظام القضائي

بعد ساعات قليلة من منح الكنيست الإسرائيلي موافقة مبدئية ليل الإثنين على مشروع قانون تعديل النظام القضائي المثير للجدل. خرج متظاهرون الثلاثاء للاحتجاج على هذا القرار ودعوا إلى إغلاق الطرق الرئيسية ومدخل المطار الرئيسي قرب تل أبيب. ومن المتوقع تنظيم مظاهرة أمام السفارة الأمريكية باعتبار أن واشنطن تعارض خطة الإصلاح القضائي الإسرائيلية. ويؤثّر النصّ الذي تمت المصادقة عليه في قراءة أولى خصوصاً على تعيين الوزراء.، في حين يعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه يعزز الديمقراطية.

نشرت في: 11/07/2023


خرجت احتجاجات في إسرائيل الثلاثاء بعد ساعات قليلة من مصادقة البرلمان في قراءة أولى على بند أساسي ضمن خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل والتي يرى المعارضون لها أنها تقوض الديموقراطية.
وتسببت خطة الحكومة المقترحة بانقسام كبير وlظاهرات حاشدة بشكل أسبوعي منذ مطلع العام الجاري.
ومرر البرلمان ليل الإثنين في قراءة أولى بندا يرمي إلى إلغاء إمكانية أن يفصل القضاء في "مدى معقولية" قرارات الحكومة. ونددت المعارضة الإسرائيلية بمشروع القانون.

إعلان تعبئة عامة لمعارضة مشروع القانون
أعلن المعارضون لمشروع القانون والخطة عموما الثلاثاء يوما للتعبئة وحشد المتظاهرين ودعوا إلى إغلاق الطرق الرئيسية ومدخل المطار الرئيسي قرب تل أبيب الساحلية.
بالفعل، أغلق المتظاهرون الطرق ومدخل مطار بن غوريون قرب تل أبيب الساحلية، وكانوا قد وزعوا قائمة تضم عناوين أكثر من 70 موقعا استراتيجيا ليتم إغلاقها طوال اليوم في مختلف أنحاء البلاد.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت حتى الحادية عشرة صباحا (8,00 ت غ) 42 شخصا في جميع أنحاء البلاد.
ومن بين المتظاهرين الطبيب إيتان غالون الذي تواجد مع حشد على طريق سريع قرب القدس، وقال: "جئت إلى هنا لأن هذه الحكومة تدمر الديموقراطية في إسرائيل".
وأضاف بينما كانت الشرطة تفرق المتظاهرين بخراطيم المياه "سنقاتل حتى النهاية". وعطل المتظاهرون حركة المرور بين القدس وتل أبيب.
وبالقرب من الكنيست الإسرائيلي، رفع متظاهرون العلم الإسرائيلي وقرعوا الطبول وسط تواجد مكثف لعناصر الشرطة الإسرائيلية بينهم وحدات من الخيالة.
وفي بيان قالت الشرطة إنها "منعت تظاهرة غير قانونية في المطار حفاظا على النظام العام". وأشارت في بيان منفصل إلى أنها "تسمح بحرية التظاهر لكن وفق ما يضمن احترام القانون والنظام".
وأكد قائد الشرطة يعقوب شبتاي في بيان الإثنين إن "الشرطة جهة غير سياسية تعمل على أساس المساواة بين الحق في التظاهر وعدم التسامح مطلقا مع الإخلال بالنظام العام والعنف ضد رجال الشرطة".
ومن المتوقع أن تنظم في وقت لاحق الثلاثاء تظاهرة أمام السفارة الأمريكية في تل أبيب.
وكانت خطة الإصلاح القضائي الإسرائيلية قد لاقت معارضة من واشنطن الحليف الأبرز. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع شبكة سي إن إن بثت الأحد إنه يأمل أن يواصل نتانياهو "التحرك نحو الاعتدال والتغيير في المحكمة".
نتانياهو يناور ؟
وكان نتانياهو الذي يرئس حكومة تُعدّ من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل قد صرّح في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" أن "بعد تقديم المقترح الأصلي، غيّرت فعلاً بعض التفاصيل نحو الأفضل".
وأضاف أنّ "فكرة بند الاستثناء التي تسمح للبرلمان، للكنيست، إلغاء قرارات المحكمة العليا بغالبية بسيطة، سبق أن قلت إنّني تخلّيت عنها".
لكنه أكد على مواصلة مساعيه لإقرار مشروعه الإصلاحي لكن بدون البند الذي كان يرمي للحدّ من صلاحيات المحكمة العليا.
"نصّ يعزز الديمقراطية"
ويؤثّر النصّ الذي تمت المصادقة عليه في قراءة أولى خصوصا على تعيين الوزراء، ففي كانون الثاني/يناير أجبر قرار للمحكمة العليا نتانياهو على إقالة الرجل الثاني في الحكومة أرييه درعي المدان بتهمة التهرّب الضريبي.
وفي تسجيل فيديو لنتانياهو نشر على فيسبوك الإثنين، سعى رئيس الوزراء للطمأنة إلى أن مشروع القانون "ليس نهاية الديمقراطية، بل يعزز الديموقراطية".
وتابع: "لن يمسّ بحقوق المحاكم ولا بحقوق الإسرائيليين (...) ستواصل المحكمة النظر في شرعية القرارات والتعيينات الحكومية".
ومن المقرر أن يخضع مشروع القانون لمزيد من المناقشة من قبل لجنة العدل في الكنيست بعد ظهر الثلاثاء قبل أن يعود إلى حجرة التصويت.
بعد تصويت الإثنين قال زعيم المعارضة يائير لبيد "وعدتم بمساعدة الضعفاء وحماية أمن إسرائيل أنتم لا تفعلون شيئا سوى هذا الجنون".
وكان زعيما المعارضة يائير لبيد وبيني غانتس أعلنا في 14 حزيران/يونيو تعليق مشاركتهما في المفاوضات الرامية للتوصّل إلى تسوية بشأن هذا المشروع.
وفي ظل غياب المفاوضات مع المعارضة فإن الحكومة الإسرائيلية مصرة على المضي قدما في الخطة.
من جانبه، قال رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل (هستدروت) أرنون بار دفيد لنتانياهو محذرا "الكرة في ملعبك".
وأضاف بن دفيد في كلمة أمام مؤتمر نقابي في تل أبيب: "إعلان الإضراب العام ليس لعبة أطفال، لكن عندما أشعر بأن جميع الخيارات قد استنفدت وأننا في وضع صعب، سنتحرك".
من جانبه، قال وزير العدل ياريف ليفين أمام البرلمان إن النظام الحالي يتعارض مع الديمقراطية.
وأضاف: "المسؤولية كاملة تقع على عاتق الحكومة في حين أن حفنة من القضاة يتولون السلطة بأنفسهم".
وندد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الأحد بطريقة التعامل مع الملف.
وقال في بيان: "يمكن التوصل إلى اتفاق ومع ذلك لا أحد حتى الآن يبدو مستعدا للجلوس والتحدث بدون شروط مسبقة".
المصادقة على بند أساسي ضمن مشروع قانون مثير للجدل
صادقالبرلمان الإسرائيلي ليل الإثنين، في قراءة أولى، على بند أساسي ضمن مشروع قانون مثير للجدل يحد من صلاحيات المحكمة العليا، في حلقة جديدة من مسلسل إقرار هذا التعديل، الذي أدى لواحد من أضخم الاحتجاجات الشعبية في تاريخ الدولة العبرية.

والنص الذي تمت المصادقة عليه في قراءة أولى ليل الإثنين، يرمي لإلغاء إمكانية أن يفصل القضاء في "مدى معقولية" قرارات الحكومة.
وفي حين يواجه المشروع معارضة شرسة، يؤكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه يرمي لإحداث توازن بين السلطات، عبر تقليص صلاحيات المحكمة العليا لصالح البرلمان.
وتمت المصادقة على النص في قراءة أولى في جلسة سادها الاضطراب ونال 64 صوتا، وهو عدد نواب الائتلاف الحكومي. وصوت نواب المعارضة وعددهم 56 جميعا ضد النص.
وأقر النواب في قراءة أولى بندا آخر خلافيا يتعلق بتعديل عملية تعيين القضاة.
ووعد نتانياهو في 18 حزيران/يونيو بالمضي قدما في مشروع الإصلاح القضائي، الذي يثير كذلك انتقادات خارج إسرائيل.
وأثار مشروع الحكومة الإسرائيلية حفيظة أبرز حلفاء الدولة العبرية.
ورأى الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الحكومة الإسرائيلية لا يمكن أن "تواصل هذا الطريق"، معبرا عن أمله في أن "تتخلى" عن هذه التعديلات.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه القناة العامة الأحد، أن 31 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون الإصلاح القضائي، فيما يعارضه 43 في المئة.
وأثار المشروع المقترح احتجاجات شعبية هي من بين الأضخم في تاريخ الدولة العبرية، إذ يواصل عشرات آلاف المتظاهرين منذ كانون الثاني/يناير النزول إلى الشوارع كل ليلة سبت، للتعبير عن رفضهم للتعديل المقترح.
وشارك في تظاهرة ليل السبت الماضي في تل أبيب، التي تعتبر معقل اليسار الإسرائيلي، أكثر من 180 ألف متظاهر، بحسب المنظمين. وتجاوز هذا العدد معدلات الأسابيع الأخيرة.