في الوقتِ الذي تتصاعد فيه الحملة النسوية في السعودية المطالبة بحق قيادة المركبات، لم تتردد السلطات هناك في اعتقال السيدة منال الشريف التي جازفت بقيادة سيارتها في شوارع السعودية، متحدية الحظر الاجتماعي المفروض على قيادة النساء.وبالرغم من عدم وجود قانون يحظر قيادة المرأة للمركبات هناك، إلا ان بعض الجهات الدينية المتشددة تفرض أعرافا تمنع المرأة من ذلك، مما دعا العديد من النساء السعوديات الى الاعلان عن رفضهن لتلك القيود غير الشرعية عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، حيث قررت البعض منهن الخروج يوم 17 /6 احتجاجا على اعتقال منال الشريف ومطالبة بحرية القيادة.في العراق اعربت العديد من النسوة في مدينة كربلاء المقدسة عن تعاطفهن وتضامنهن مع مطالب المرأة السعودية، حيث تقول سعاد محمد، وهي موظفة تعمل مديرة للحسابات في احدى الشركات "ارى في مطالب النساء في السعودية حقا طبيعيا ومكفولا ضمن الحريات الخاصة للفرد، واطالب السلطات هناك بعدم مصادرة تلك الحقوق المشروعة".وتتابع: "انها مسألة طبيعية أسوة بالرجال، فانا اقود سيارتي منذ عشر سنوات مع ثلاث من اخواتي ايضا، حيث يمتلكن مركباتهن الخاصة".وتتساءل سعاد انثاء حديثها: "حسب علمي لا توجد قوانين في السعودية تحظر قيادة المرأة، ولا يتعارض ذلك مع اصول الدين، فلماذا تمنع من ذلك؟".وتتابع: "لا ارى ان السعوديات اقل شأنا من اي امرأة في العالم، ويجب ان يتمتعن بحقوقهن كاملة".فيما قررت سهام عادل محمود، وهي شابة في عقدها الثاني، أن تقتني سيارة خاصة كتعبير عن تضامنها مع المرأة السعودية من جهة، والاعتماد على نفسها في قضاء حوائجها من جهة اخرى.حيث تقول سهام: "استغرب كيف ان المجتمع السعودي او الحكومة السعودية تعتقل السيدة منال الشريف بسبب قيادتها السيارة، على أساس انه خرق للآداب والسلوك؟".وتتابع: "قيادة المرأة لسيارتها الخاصة يجنبها الكثير من المضايقات او المواقف المحرجة، وهو ما يصب أصلا في الحفاظ على أمن وسلامة المرأة على عكس ما يروج له بعض المتشددين".وتضيف: "لا ارى في الامر سوى تسلط ذكوري لا اكثر، واحض النساء في السعودية على الاصرار على مطالبهن".من جهتها ترى شيماء عيسى ان قيادة المرأة للمركبة تعزز من ثقتها بالنفس وتحصنها في الوقت ذاته من الضعف والانكسار تجاه الرجل المتسلط، فتقول: "تعلمت القيادة قبل اشهر فقط، وحاليا أقود مركبتي بجرأة وثقة كاملة، فالجلوس خلف المقعد ألغى في شخصيتي الكثير من نقاط الضعف التي كنت استشعرها".وتشير شيماء: "واجهت في بادئ الامر صعوبة على صعيد القيادة، بالإضافة الى مواجهة اخي الذي كان يعترض على قيادتي للسيارة".وتتابع: "فعلى الرغم من موافقة والدي على الأمر إلا أن أخي الأصغر رفض الأمر بشكل مطلق، وحاول منعي لولا تدخل أبي، لكن الآن بات الأمر طبيعيا بالنسبة له، خصوصا بعد ان لاحظ ان الامر لا يسبب الإحراج أو المشاكل، ويجنبني في الوقت ذاته بعض المضايقات التي كنت أتعرض لها خصوصا نظرات المتطفلين وأنا اركب الحافلة".وتضيف: "الموقف ذاته يتجسد الآن مع المرأة السعودية، وان كانت المعارضة لقيادة المركبات اوسع من نطاق العائلة وأفرادها، الا انها تواجه نفس الموقف".وتختتم: "ارى ان على النساء هناك ان يتمسكن بقوة الارادة والتحدي لانتزاع حقوقهن".الجدير بالذكر ان اول امرأة قادت سيارة في العراق هي كانت السيدة (أمينة علي صائب الرحال)، حيث مُنحت اجازة قيادة المركبات عام 1936، وقامت بقيادة سيارتها الخاصة الانكليزية الصنع في شوارع بغداد وسط ذهول وعدم تصديق البعض ومباركة البعض الآخر انتصارا لحرية المرأة. حوادث سيارات النساء اقل من 1% في سياق متصل أكد العميد مانع عبد الحسين حسون، مدير مرور كربلاء المقدسة، ان هدوء المرأة وحذرها الشديد والتزامها بقواعد المرور تقلل احتمال وقوع الحوادث، فيقول "نسبة حوادث المرور للسيارات التي تقودها النساء في المدينة اقل 1% خلال السنوات الثلاث الماضية". ويضيف خلال حديثه "ارى انها ظاهرة حضارية حيث ازداد في السنوات القليلة الماضية عدد النساء السائقات".
جريجة المدى