أيدي الصلاة"Praying hands" - ألبرت ديورر 1508.
خلال القرن الخامس عشر في ألمانيا، وفي قرية صغيرة قرب مدينة نورمبرغ عاشت عائلة ديورر الفقيرة والتي تكونت من الأب والأم وثمانية عشر طفلا. ومع هذا العدد الهائل من الأطفال فقد كانت ظروفهم المادية صعبة إضافة لصعوبة الحصول على عمل.
لذا عمل الأطفال مع والدهم في الحقول، ورغم ذلك فقد كان للأخوين الأكبرين ألبرت وألبريشت حلم يتحدثان عنه دائما. كان حلما صعب التحقيق بسبب ظروفهما الصعبة.. الحلم هو تعلم فن الرسم الذي كانا شغوفين به وموهوبين فيه أيضا، فقد كان ألبرت كثيرا ما يرسم بواسطة قطع الفحم الصغير التي يجدها على الجدران.
في ذلك الوقت اشتهرت في مدينة نورمبرغ أكاديمية للفنون، وقد حلم الولدان بالدراسة فيها لكن تكاليفها المادية مع تكاليف العيش في المدينة كانت فوق الاحتمال.. لذا فكر الأخوان في حل للوصول إلى حلمهما .
وقد كانت الفكرة هي أن يجريا القرعة بينهما، ومن يكسب يذهب للدراسة في كلية الفنون.. ومن يخسر يذهب للعمل في المناجم ويدفع تكاليف دراسة ومعيشة أخيه لمدة أربعة سنوات.. وهي مدة الدراسة في كلية الفنون. ثم يتبادلان الأدوار حيث يذهب من كان يعمل في المنجم للدراسة ويتكفل من درس الفنون بمصاريفه من بيع لوحاته التي قد رسمها أو بالعمل في المناجم .
أجريت القرعة وفاز بها ألبرت، وذهب حسب الاتفاق إلى الدراسة في كلية الفنون وتكفل به أخوه ألبريشت الذي عمل في المناجم حسب الاتفاق.
بعد انقضاء أربع سنوات من دراسة ألبرت في الكلية تخرج أخيرا، وقد نال شهرة كبيرة بفضل موهبته وباع الكثير من لوحاته .. والتي وفرت له دخلا جيدا وعاد إلى قريته وبيته وسط فرحة أهله. وبعد استقبال حار جلس ألبرت وسط أهله مذكرا أخاه باتفاقهما قائلا:
_لقد تخرجت يا أخي بفضل تعبك وشقائك طيلة أربع سنوات والآن دورك لتذهب للدراسة كما حلمت وكما اتفقنا سابقا.. وأنا ساتكفل بكل شيء.
لكن أخاه أطرق حزينا وقال:
_لا لا أستطيع الذهاب، فأنا لا أستطيع إمساك ريشة صغيرة أو التحكم بالخطوط الدقيقة. أنظر إلى يدي كيف أصبحتا بعد أربعة سنوات من العمل الشاق ومسك المطرقة الثقيلة. لقد تهشمت أصابعي ولم تعد قادرة على الرسم.
بعد مدة وبينما كان ألبرت يمر بغرفة أخيه، والتي كان بابها مفتوحا شاهد أخاه يرفع يديه بالدعاء. لقد رأى ألبرت يدي أخيه المضمومتين والمتعبتين في منظر شدّه وألهمه وأثر فيه كثيرا.. فهاتين اليدين المشققتين المتعبتين المليئتين بالقروح والجروح هي من صنعت منه فنانا.
لذا قام برسم هذه اللوحة الفريدة تكريما لأخيه الذي ضحى من أجله، وسمى اللوحة باسم لوحة اليدين لكن العالم أعاد تسميتها باسم اليدين المصليتين.